قال جمهور المفسرين(١) إن قوله تعالى في هذه الآية "هؤلاء" مبتدأ، و"قومنا" عطف بيان، والخبر جملة "اتخذوا".
وقيل إن "هؤلاء" مبتدأ، و"قومنا" خبر، وجملة "اتخذوا" في محل حال(٢).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما سبق أن قوله تعالى في هذه الآية "هؤلاء" مبتدأ، و"قومنا" عطف بيان، والخبر جملة "اتخذوا" - وهو قول جمهور المفسرين -.
أما قول من قال إن "قومنا" خبر فهو بعيد لعدم إفادته(٣) - والله أعلم -.
* نوع "ما" في قوله تعالى ﴿ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ﴾
قال تعالى ﴿ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا (١٦) ﴾ [الكهف: ١٦].
* اختلف العلماء في نوع "ما" في هذه الآية على أقوال منها:-
١- أنها موصولة، أي وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم معبوديهم من دون الله.
٢- أنها مصدرية، أي وإذ اعتزلتموهم واعتزلتم عبادتهم غير الله تعالى(٤).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[قوله تعالى ﴿ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ اسم موصول في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب في قوله "اعتزلتموهم" أي واعتزلتم معبوديهم من دون الله، وقيل "ما" مصدرية، أي اعتزلتموهم واعتزلتم عبادتهم غير الله تعالى، والأول أظهر](٥).
(٢) هذا القول ابتدأ به أبو حيان في البحر المحيط ٧/١٤٩، وذكره السمين الحلبي في الدر المصون ٤/٤٣٩.
(٣) ينظر: روح المعاني للألوسي ١٥/٣١٧.
(٤) ينظر: البيان في غريب إعراب القرآن لابن الأنباري ٢/١٠٢، وإملاء ما من به الرحمن للعكبري ٢/٩٩.
(٥) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٤٩.