ذهب جمهور المفسرين(١) إلى أن المراد بـ"الوصيد" في الآية هو الباب، من قولهم أوصدت الباب: إذا أغلقته، ومنه قوله تعالى ﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) ﴾ [الهمزة: ٨] أي مغلقة مطبقة، وذلك بإغلاق كل وصيد أو أصيد، وهو الباب من أبوابها(٢).
وذهب بعض المفسرين(٣) إلى أن المراد بـ"الوصيد" العتبة.
وقيل إن "الوصيد" هو الصعيد والتراب(٤).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما تقدم أن المراد بـ"الوصيد" في الآية هو الباب - وهو قول جمهور المفسرين -، ويدل لهذا قوله تعالى ﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) ﴾ أي مغلقة مطبقة، وذلك بإغلاق كل وصيد أو أصيد وهو الباب من أبوابها، وخير ما يفسر به القرآن هو القرآن نفسه - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى "أزكى":-

(١) هذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير ينظر: جامع البيان للطبري ٨/١٩٥، واختاره الفراء في معاني القرآن ٢/١٣٧، والطبري في جامع البيان ٨/١٩٥، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٣/٢٧٤، والرازي في التفسير الكبير ٢١/٨٦، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم ٣/٧٧، والشوكاني في فتح القدير ٣/٣٨١، والقاسمي في محاسن التأويل ١١/٤٠٣٢، وابن عثيمين في تفسير سورة الكهف ٣٥.
(٢) ينظر: لسان العرب لابن منظور ٣/٤٦٠، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس ٦/١١٧.
(٣) ينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص٢٦٤، والمحرر الوجيز لابن عطية ٣/٥٠٤ حيث قال [وهو أصح].
(٤) ينسب هذا القول إلى ابن عباس وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ينظر: جامع البيان للطبري ٨/١٩٥، وذكره الألوسي في روح المعاني ١٥/٣٢٧ وقال [ليس بذاك].


الصفحة التالية
Icon