ذهب بعض المفسرين(١) إلى أن المراد بقوله تعالى ﴿ أَزْكَى طَعَامًا ﴾ أي أطيب طعاماً لكونه حلالاً ليس مما فيه حرام ولا شبهة، ويدل لهذا قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: ٥١]، وقوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: ١٧٢]، كما أنه يكثر إطلاق الزكاة على الطهارة في القرآن، كقوله تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) ﴾ [الأعلى: ١٤]، وقوله تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) ﴾ [الشمس: ٩]، ونحوها من الآيات، كما أن اللائق بحال هؤلاء الفتية الأخيار أن يكون مطلبهم الحلّيّة والطهارة لا الكثرة(٢).
وذهب بعض المفسرين(٣) إلى أن المراد بقوله تعالى ﴿ أَزْكَى طَعَامًا ﴾ أي أكثر طعاماً، من قولهم: زكا الزرع إذا كثر، ومنه قول الشاعر:
قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة | وللسبع أزكى من ثلاث وأطيب |
* تحرير المسألة:-
(٢) ينظر: أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٥٦.
(٣) هذا قول عكرمة ينظر تفسير الصنعاني ٢/٤٠٠، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص٢٦٥، والزمخشري في الكشاف ٣/٥٧٣، وابن العربي في أحكام القرآن ٣/٢٢٤، والشوكاني في فتح القدير ٣/٣٨٢.
(٤) ينظر: أحكام القرآن لابن العربي ٣/٢٢٤.