الذي يظهر مما تقدم أن المراد بقوله تعالى ﴿ أَزْكَى طَعَامًا ﴾ أي أطيب طعاماً لكونه حلالاً ليس مما فيه حرام ولا شبهة، ويدل لهذا كثرة إطلاق الزكاة على الطهارة في القرآن كقوله تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) ﴾ [الأعلى: ١٤]، وقوله تعالى ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) ﴾ [الشمس: ٩]، ونحوها من الآيات، كما أن اللائق بحال هؤلاء الفتية أن يكون مطلبهم في مأكلهم الحلّيّة والطهارة لا الكثرة.
أما القول الآخر فإنه وإن كان محتملاً إلا أن القول الأول أقرب إلى الصواب - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾
قال تعالى ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤) ﴾ [الكهف: ٢٣، ٢٤].
* اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ على أقوال منها:-
١- أن الآية متعلقة بما قبلها، والمعنى: إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت فقل: إن شاء الله ولو بعد حين.
٢- أن الآية لا تعلق لها بما قبلها، والمعنى: إذا نسيت شيئاً فاذكر الله، وقيل إن المعنى إذا غضبت فاذكر الله(١).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
في هذه الآية الكريمة قولان معروفان لعلماء التفسير: