قال: مر بي النبي - ﷺ - وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت، ثم أتيت فقال "ما منعك أن تأتيني" فقلت كنت أصلي فقال "ألم يقل الله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ﴾ [الأنفال: ٢٤] ثم قال: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد" فذهب النبي - ﷺ - ليخرج فذكرته فقال "الحمد لله رب العالمين" هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته"(١)...
فهذا نص صحيح من النبي - ﷺ - أن المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم: فاتحة الكتاب](٢).
- المبحث الثالث -
- الترجيح بدلالة الأثر -
يأتي تفسير القرآن بالآثار المروية عن الصحابة والتابعين في المرتبة الثالثة بعد تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة، وذلك لأنهم أدرى بكتاب الله تعالى لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح(٣).
وقد كان الشنقيطي - رحمه الله - يستدل بالآثار المروية عن الصحابة والتابعين على رجحان أحد الأقوال، ومن الأمثلة على ذلك:-
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ٢/١٠٦.
(٣) ينظر: مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية ص٨٧، والتفسير والمفسرون للدكتور محمد الذهبي دار الكتب الحديثة مصر الطبعة الثانية ١٣٩٦هـ ١/٥٧ - ٥٨، وأصول التفسير وقواعده لخالد بن عبد الرحمن العك دار النفائس بيروت لبنان الطبعة الثالثة ١٤١٤هـ ص٧٩ - ٨٠.