ما جاء عند قوله تعالى ﴿ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: ٣٤]، [حيث ذكر أقوال العلماء في المراد بقوله تعالى "يكنزون" ورجح أن المراد بكنزهم الذهب والفضة وعدم إنفاقهم لها في سبيل الله أنهم لا يؤدون زكاتها، وقد استدل على ذلك بما روي عن ابن عمر(١) أنه قال في الكنز: هو المال الذي لا تؤدى زكاته(٢)...](٣).
- المبحث الرابع -
- الترجيح بدلالة اللغة -
من المعلوم أن القرآن الكريم نزل باللغة العربية، قال تعالى ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (١٩٥) ﴾ [الشعراء: ١٩٣-١٩٥]، لهذا يجب حمل كلام الله تعالى على المعروف من كلام العرب دون الشاذ والضعيف والمنكر(٤).
وقد اهتم الشنقيطي - رحمه الله - بالترجيح بدلالة اللغة اهتماماً كبيراً، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:-

(١) هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن، أسلم وهو صغير، شهد الخندق وبيعة الرضوان، توفي سنة ٧٤هـ.
ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٤/١٠٧، وأسد الغابة لابن الأثير ٣/٣٤٠.
(٢) ينظر: جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الثالثة ١٤٢٠هـ، [٦/٣٥٧].
(٣) ينظر: أضواء البيان للشنقيطي ١/٤٨٥.
(٤) ينظر: قواعد الترجيح عند المفسرين للحربي ٢/٣٦٩، وقواعد التفسير لخالد بن عثمان السبت دار ابن عفان الخبر المملكة العربية السعودية الطبعة الأولى ١٤١٧هـ، ١/٢١٣.


الصفحة التالية
Icon