قال جمهور المفسرين(١) إن قوله تعالى "واذكر ربك إذا نسيت" متعلق بما قبله، والمعنى: إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت فقل: إن شاء الله، ولو بعد حين، ويدل له قوله تعالى ﴿ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الكهف: ٢٣، ٢٤].
وقال بعض المفسرين (٢) إن الآية لا تعلق لها بما قبلها، والمعنى: إذا نسيت شيئاً فاذكر الله، لأن النسيان من الشيطان كما قال تعالى ﴿ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾ [الكهف: ٦٣]، وكقوله تعالى ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ﴾ [المجادلة: ١٩]، وذكر الله يطرد الشيطان كما يدل لذلك قوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) ﴾ [الزخرف: ٣٦] ونحوها من الآيات.
وقيل إن الآية لا تعلق لها بما قبلها، والمعنى: إذا غضبت فاذكر الله(٣).
* تحرير المسألة:-
الذي يظهر مما سبق أن قوله تعالى ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾ متعلق بما قبله، وأن المعنى: إذا نسيت الاستثناء ثم ذكرت فقل: إن شاء الله ولو بعد حين، ويدل له قوله تعالى

(١) ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/١٣٨، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/٢٧٨، وبحر العلوم للسمرقندي ٢/٢٩٦، والوسيط للواحدي ٣/١٤٣، والمحرر الوجيز لابن عطية ٣/٥٠٩، والتفسير الكبير للرازي ٢١/٩٤، وفتح القدير للشوكاني ٣/٣٨٦، وتفسير سورة الكهف لابن عثيمين ص٤٧.
(٢) ينظر: جامع البيان للطبري ٨/٢٠٩، والكشاف للزمخشري ٣/٥٧٩، والتسهيل لابن جزي ١/٥٠٧.
(٣) هذا قول عكرمة رضي الله عنه ينظر: زاد المسير لابن الجوزي ٣/٧٧.


الصفحة التالية
Icon