وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } [الكهف: ٢٣، ٢٤]، [أما القول الآخر فإنه بعيد لأن تعلق هذا الكلام بما قبله يفيد إتمام الكلام في هذه القضية، وجعله كلاماً مستأنفاً يوجب صيرورة الكلام مبتدأ منقطعاً وذلك لا يجوز](١) - والله أعلم -.
* المراد بقوله تعالى ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾
قال تعالى ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (٢٨) ﴾ [الكهف: ٢٨].
* اختلف المفسرون في المراد بقوله تعالى ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ على أقوال منها:
١- أن المراد يصلون صلاة الصبح والعصر أو الصلاة المكتوبة عموماً.
٢- أن المراد يذكرون الله تعالى.
٣- أن المراد يدعون الله تعالى ويعبدونه.
٤- أن المعنى يتعلمون القرآن(٢).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[قال بعض العلماء: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ أي يصلون صلاة الصبح والعصر، والتحقيق أن الآية تشمل أعم من مطلق الصلاة](٣).
* دراسة الترجيح:-
(٢) ينظر: زاد المسير لابن الجوزي ٢/٣٣، والبحر المحيط لأبي حيان ٤/٥٢١.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي ٢/٣٨٠.