ولكنا نهكنا القوم ضرباً | على الأثباج منهم والنحور(١) |
وعلى قول قتادة فآية الحشر مشكلة مع آية الأنفال هذه، ولأجل هذا الإشكال قال قتادة إن آية ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ ﴾ ناسخة لآية ﴿ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﴾ [الحشر: ٦]، وهذا القول الذي ذهب إليه - رحمه الله - باطل بلا شك، ولم يُلجئ قتادة إلى هذا القول إلا دعواه اتحاد الفيء والغنيمة، فلو فرق بينهما كما فعل غيره لعلم أن آية الأنفال في الغنيمة وآية الحشر في الفيء ولا إشكال](٢).
* دراسة الترجيح:-
ذهب بعض المفسرين إلى أن الغنيمة والفيء بمعنى واحد، فجميع ما أُخذ من الكفار على أي وجه كان يسمى غنيمةً وفيئاً، وممن قال بهذا القول: قتادة(٣) ومال إليه ابن العربي(٤).
وذهب أكثر المفسرين إلى أن الغنيمة تختلف عن الفيء، فالغنيمة ما انتزعه المسلمون من الكفار بالقهر والغلبة، والفيء ما يسره الله للمسلمين من أموال الكفار من غير قتال، وممن قال بهذا القول:- الشافعي(٥)
(١) هو عدي بن ربيعة التغلبي، أخو كليب وائل، الذي هاجت بمقتله حرب بكر وتغلب، وسمي المهلهل لأنه هلهل الشعر أي أرقه.
ينظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة، تحقيق أحمد شاكر، دار المعارف مصر ١/٢٩٧، والبيتان لم أقف عليهما.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ١/٤٤١، ٤٤٢.
(٣) جامع البيان للطبري ٦/٢٤٨.
(٤) أحكام القرآن لابن العربي ٢/٤٠٠.
(٥) أحكام القرآن للشافعي ١/١٥٤، علق عليه عبد الغني عبد الخالق، دار الكتب العلمية بيروت ١٤١٢هـ.
وهو محمد بن إدريس بن العباس الشافعي، أبو عبد الله، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، إمام في الفقه واللغة والقراءات، له مؤلفات كثيرة من أشهرها [الأم] و[الرسالة]، توفي سنة ٢٠٤هـ.
ينظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/١٦٣، والبداية والنهاية لابن كثير، المعارف بيروت، ط٢ ١٩٧٧م [١٠/٢٥١].
ينظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة، تحقيق أحمد شاكر، دار المعارف مصر ١/٢٩٧، والبيتان لم أقف عليهما.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ١/٤٤١، ٤٤٢.
(٣) جامع البيان للطبري ٦/٢٤٨.
(٤) أحكام القرآن لابن العربي ٢/٤٠٠.
(٥) أحكام القرآن للشافعي ١/١٥٤، علق عليه عبد الغني عبد الخالق، دار الكتب العلمية بيروت ١٤١٢هـ.
وهو محمد بن إدريس بن العباس الشافعي، أبو عبد الله، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، إمام في الفقه واللغة والقراءات، له مؤلفات كثيرة من أشهرها [الأم] و[الرسالة]، توفي سنة ٢٠٤هـ.
ينظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/١٦٣، والبداية والنهاية لابن كثير، المعارف بيروت، ط٢ ١٩٧٧م [١٠/٢٥١].