وكانت نشأته في بيئة غلب عليها طلب العلم وروح الفروسية وكرم الطبع، فكان لها الأثر الكبير عليه مما ساعده على طلب العلم حتى صار من أبرز علماء العالم الإسلامي(١).
ثالثاً: طلبه للعلم:-
بدأ الشنقيطي - رحمه الله - طلبه للعلم في سن مبكرة، حيث حفظ القرآن الكريم وعمره عشر سنوات، وحببت إليه القراءة منذ صغره(٢).
وقد كانت همته في طلب العلم عالية جداً، فهو لم يقتصر في طلب العلم على فن من الفنون، بل عقد العزم منذ صغره على أن يكون شيخاً في عدد من الفنون، فشمَّر عن ساعد الجد في طلب العلم.
وكما هي عادة طلبة العلم فقد بدأ بحفظ القرآن الكريم - كما تقدم - ثم تعلم رسم المصحف العثماني والتجويد، بالإضافة إلى فنون أخرى كالفقه، والأدب، والنحو، والسيرة وغيرها.
[وكان منهج الدراسة اليومي أن يبدأ الطالب بكتابة المتن في لوح خشبي، فيكتب قدر ما يمكنه حفظه ثم يمحوه ثم يكتب قدراً آخر... وهكذا حتى يحفظ القدر المطلوب، ثم يشرحه الشيخ شرحاً وافياً، بعد ذلك يناقش الطلاب ما قاله شيخهم، وقد يستعينون ببعض الشروح والحواشي لمقابلة ما سمعوه حتى يروا أنهم قد فهموه، وقد درس الشنقيطي على هذا المنهج لكونه السائد في بلده في ذلك الوقت.
وقد تميز الشنقيطي - رحمه الله - ببعض الأمور قل أن تكون لغيره منها:
١- أنه أتيح له في بداية تعلمه ما لم يتح لغيره، حيث كان بيت أخواله مدرسته الأولى، فلم يرحل في بادئ أمره لطلب العلم، وكان وحيد والديه فكان في مكان التدلل والعناية.
٢- أنه قد حببت إليه القراءة منذ الصغر - كما تقدم -.
(٢) ينظر: أضواء البيان ١٠/٢١، وكذلك ١٠/٢٨ ترجمة الشيخ عطية سالم.