٣- يقول عن نفسه: (ولما حفظت القرآن وأخذت الرسم العثماني وتفوقت فيه على الأقران، عنيت بي والدتي وأخوالي أشد عناية وعزموا على توجهي للدراسة في بقية الفنون، فجهزتني والدتي بجملين أحدهما عليه مركبي وكتبي، والآخر عليه نفقتي وزادي، وصحبني خادم ومعه عدة بقرات، وقد هيئت لي مركبي كأحسن ما يكون من مركب وملابس كأحسن ما تكون فرحاً بي وترغيباً لي في طلب العلم وهكذا سلكت سبيل الطلب والتحصيل...)، وهذا الاهتمام يعين على الطلب والتحصيل بخلاف الحاجة والفقر.
وكان - رحمه الله - يجهد نفسه في طلب العلم صابراً على ما يحصل له من نصب وتعب في سبيل ذلك، ومن أمثلة ذلك أنه جلس في مسألة واحدة يبحث فيها من الظهر إلى طلوع الفجر وكان لا يقوم إلا لصلاة فرض أو تناول طعام](١).
وقد تولى التدريس والفتيا في بلاده، واشتهر بالقضاء وبالفراسة فيه، وبعد مجيئه للملكة العربية السعودية عام ١٣٦٧هـ تولى التدريس في المسجد النبوي وفي بعض الكليات والمعاهد - رحمه الله -(٢).
رابعاً: عقيدته:-
كان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - على العقيدة الصحيحة عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة، من غير مخالفة لهم في شيء منها.
وخير شاهد على سلامة عقيدته كتُبه ومؤلفاته، فإن القارئ فيها يتضح له اتباعه لمنهج أهل السنة والجماعة في تقرير العقيدة.
ومن الأمثلة على ذلك ما جاء عند تفسيره لقوله تعالى ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [الأعراف: ٥٤] قال:
(٢) ينظر: أضواء البيان ١٠/٣٤ بقلم عطية سالم، وكذلك رحلة الحج إلى بيت الله الحرام لمحمد الأمين الشنقيطي دار الشروق جدة الطبعة الأولى ١٤٠٣هـ ص٢٢، ومنسك الإمام الشنقيطي للدكتور عبد الله بن محمد الطيار والدكتور عبد العزيز بن محمد الحجيلان دار الوطن الرياض الطبعة الأولى ١٤١٦هـ ١/٢٥ - ٢٦.