الذي يبدو مما سبق أن معنى الآية: كافيك الله وكافي من اتبعك من المؤمنين، وعليه فـ(مَنْ) في محل خفض بالعطف على الكاف في (حسبك)، أو في محل نصب عطفاً على موضع (حسبك) أو في محل رفع بالابتداء مع إضمار الخبر أي: ومن اتبعك من المؤمنين فحسبهم الله - وهو ما رجحه أكثر المفسرين - وذلك لدلالة الاستقراء في القرآن على أن الحسب والكفاية لله وحده في أكثر من آية كما تقدم(١)، ولضعف القول الآخر من جهة المعنى، بل خطئه كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله(٢)، - والله أعلم -.
سورة التوبة
- سبب عدم كتابة البسملة في أول سورة التوبة:
قال تعالى: ﴿ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١) ﴾ [التوبة: ١]
* اختلف العلماء في سبب عدم كتابة البسملة في أول سورة التوبة على أقوال منها:-
١- أن البسملة رحمة وأمان، وسورة التوبة نزلت بالسيف فليس فيها أمان.
٢- أن سورة التوبة نسخ أولها فذهبت معه البسملة، وقيل إنها كانت تعدل سورة البقرة.
٣- أن الصحابة لما اختلفوا: هل التوبة والأنفال سورة واحدة أم سورتان ؟ تركوا بينهما فرجة لقول من قال إنهما سورتان وتركوا البسملة لقول من قال هما سورة واحدة فرضي الفريقان وثبتت حجتاهما في المصحف.
٤- أن ذلك على عادة العرب إذا كتبوا كتاباً فيه نقض عهد أسقطوا منه البسملة فلما أرسل النبي - ﷺ - علياً ليقرأها عليهم في الموسم قرأها ولم يبسمل على عادة العرب في شأن نقض العهد.

(١) تقدم في ترجيح الشنقيطي.
(٢) انظر: زاد المعاد لابن القيم ١/٣٥ - ٣٧، فقد تكلم في هذه الآية وبين خطأ من قال بأن المعنى: [حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين] من جهة المعنى فإن الحسب لله وحده.


الصفحة التالية
Icon