قال بعض العلماء: كان ابتداء التأجيل بالأشهر الأربعة المذكورة من شوال وآخره سلخ المحرم، وبه قال الزهري - رحمه الله تعالى - ولكن القرآن يدل على أن ابتداءها من يوم النحر على الأصح من أنه يوم الحج الأكبر (١) - أو يوم عرفة على القول بأنه هو يوم الحج الأكبر وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: ٣]، وهو صريح في أن ابتداء الإعلام المذكور من يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر ولا يخفى انتهاؤها في العشر من ربيع الثاني.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: وقال الزهري(٢): كان ابتداء التأجيل من شوال وآخره سلخ المحرم، وهذا القول غريب، وكيف يحاسبون بمدة لم يبلغهم حكمها وإنما ظهر لهم أمرها يوم النحر حين نادى أصحاب الرسول - ﷺ - بذلك، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ﴾ ](٣).
* دراسة الترجيح :-

(١) وهذا هو قول جمهور العلماء، وهو الراجح، وقيل هو يوم عرفة، والأول أرجح لما روي أنه - ﷺ - قال لأصحابه يوم النحر: أي يوم هذا قالوا يوم النحر، قال: هذا يوم الحج الأكبر - ينظر: جامع البيان للطبري ٦/٣١٥.
(٢) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، الإمام العلم، حافظ زمانه، توفي سنة ١٢٤هـ.
ينظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/١٧٧ - وسير أعلام النبلاء للذهبي ٥/٣٢٦.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي ١/٤٨٣.


الصفحة التالية
Icon