الذي يظهر مما سبق أن قوله تعالى: "ولما يأتهم تأويله" يحتمل المعنيين السابقين، فيحتمل أن يكون المراد حقيقة ما يؤول إليه الأمر يوم القيامة، ويحتمل أن يكون المراد ولما يأتهم علم ما فيه من البرهان، ولا تعارض بين المعنيين فالأولى حمل الآية عليهما، وقد أشار إلى هذا بعض المفسرين(١) - والله أعلم -.
- الخلاف حول نسخ قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٤١) ﴾ [يونس: ٤١].
* اختلف العلماء حول نسخ هذه الآية الكريمة على قولين هما:-
١- أنها منسوخة بآية السيف ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ﴾ [التوبة: ٥].
٢- أنها محكمة غير منسوخة(٢).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[.. قال ابن زيد وغيره إن آية ﴿ وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي ﴾ [يونس: ٤١] منسوخة بآيات السيف، والظاهر أن معناها محكم لأن البراءة إلى الله من عمل السوء لا شك في بقاء مشروعيتها](٣).
* دراسة الترجيح:-

(١) ينظر: معاني القرآن للنحاس ٣/٢٩٤، والمحرر الوجيز لابن عطية ٣/١٢١، وأنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ١/٤٣٦، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود ٤/١٤٦، وروح المعاني للألوسي ١١/١٧٥، والتحرير والتنوير لابن عاشور ١١/١٧٢، وغيرها.
(٢) أضواء البيان للشنقيطي ١/٥١٣.
(٣) المرجع السابق ١/٥١٣.


الصفحة التالية
Icon