وابن جزي(١) وغيرهم.
* تحرير المسألة:-
[الذي يظهر مما سبق أن الآية محكمة غير منسوخة لأن شرط الناسخ أن يكون رافعاً لحكم المنسوخ، ومدلول هذه الآية اختصاص كل واحد بأفعاله وبثمرات أفعاله من الثواب والعقاب، وذلك لا يقتضي حرمة القتال، فآية القتال ما رفعت شيئاً من مدلولات هذه الآية فكان القول بالنسخ باطلاً](٢)، [ولأن معنى هذه الآية البراءة إلى الله من عمل السوء وهذا لا شك في بقاء مشروعيته](٣)، [ولأن الآية وعيد وتهديد للمكذبين بأنهم سيجازون على تكذيبهم فلن يشاركهم تحمل تبعته والعقاب عليه أحد، ووعيد الله كخبره لا ينسخ](٤)
- والله أعلم -.
- الخلاف حول نسخ قوله تعالى: ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) ﴾ [يونس: ٩٩].
* اختلف العلماء حول نسخ هذه الآية الكريمة على قولين:-
١- أنها محكمة غير منسوخة.
٢- أنها منسوخة بآية السيف ﴿ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ﴾ [التوبة: ٥] (٥).
* ترجيح الشنقيطي - رحمه الله -:
[بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن من لم يهده الله فلا هادي له، ولا يمكن أحداً أن يقهر قلبه على الانشراح إلى الإيمان إلا إذا أراد الله به ذلك...
والظاهر أنها غير منسوخة وأن معناها أنه لا يهدي القلوب ويوجهها إلى الخير إلا الله تعالى: وأظهر دليل على ذلك أن الله أتبعه بقوله: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [يونس: ١٠٠](٦).
* دراسة الترجيح:-
قال بعض المفسرين إن الآية محكمة غير منسوخة لأن الإكراه على الإيمان لا يصح لأنه عمل القلب، وممن قال بعدم النسخ:-

(١) التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي ١/٣٨١.
(٢) التفسير الكبير للرازي ١٧/٨١.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي ١/٥١٣.
(٤) النسخ في القرآن الكريم د. مصطفى زيد ١/٤٩١ - ٤٩٢.
(٥) أضواء البيان للشنقيطي ١/٥١٧.
(٦) المرجع السابق ١/٥١٧.


الصفحة التالية
Icon