١٢- الشيخ الدكتور محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي (١).
١٣- الشيخ الدكتور محمد الخضر الناجي ضيف الله (٢)، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وهو من كُتَّاب أضواء البيان.

(١) محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي، أحد تلامذة الشيخ محمد الأمين المجيدين، وكان الشيخ -رحمه الله- يثني كثيراً على فهمه وسعة اطلاعه، نال إجازة في تلاوة القرآن ورسمه وتجويده، وحفظ متن ألفية ابن مالك، ونظم مراقي السعود، ونظم الشاطبية والدرة المضيئة في القراءات، قدم إلى الحجاز عام ١٣٨٨هـ، وتفرغ لطلب العلم، والتحق بقسم القرآن بالجامعة الإسلامية، وحصل على درجة البكالوريوس، ودرجة الماجستير والدكتوراه في الدعوة، ويعمل الآن عضواً في هيئة التدريس بكلية الدعوة بجامعة أم القرى، وله اطلاع واسع في أصول الفقه، وفي القرآن وعلومه والنحو والصرف. له من المؤلفات ( البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف)، وله تحقيق وإكمال كتاب ( نثر الورود على مراقي السعود ) لمحمد الأمين الشنقيطي.
... تنظر ترجمته في : مقدمة كتاب نثر الورود شرح محمد الأمين الشنقيطي ص ٧ وما بعدها، ومحاضرة سمعية لابن الشيخ محمد الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي عنوانها : الدر الثمين في الأمين.
(٢) محمد الخضر الناجي ضيف الله الجكني الشنقيطي، ولد في شنقيط عام ١٣٦٣ l، درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وحصل على درجة البكالوريوس منها، وتتلمذ على الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وكتب عنه أضواء البيان، ثم انتقل إلى جامعة أم القرى، فحصل على الماجستير في قسم الكتاب والسنة عام ١٣٩٨l، ثم درجة الدكتوراه في التخصص نفسه عام ١٤٠٤l، وعمل عضواً في هيئة تدريس جامعة أم القرى حتى توفي في شهر ذي القعدة عام ١٤٢٤هـ.
... مصدر الترجمة : اتصال هاتفي معه.

عند قوله تعالى: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ﴾ [المائدة: ٨٩ ].
قال :(( في المراد باللغو في الآية أقوال أشهرها عند العلماء اثنان :
الأول : أن اللغو مايجري على لسان الإنسان من غير قصد، كقوله :(لا والله) و(بلى والله ).
القول الثاني : أن اللغو هو أن يحلف على مايعتقده فيظهر نفيه، ...
والقولان متقاربان، واللغو يشملهما ؛ لأنه في الأول لم يقصد عقد اليمين أصلاً، وفي
الثاني لم يقصد إلا الحق والصواب، وغير هذين القولين تركته لضعفه في نظري )) (١).
وأيضاً عند قوله تعالى :﴿ فَمَنْ s-£‰|ءs؟ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ﴾ [المائدة : ٤٥ ].
قال :(( على قول من قال : إن معنى ﴿ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ﴾ [ سورة المائدة : ٤٥]، أن التصدق بالجناية كفارة للجاني لا للمجني عليه، فلا مانع أيضاً من الاستدلال المذكور بالآية؛ لأن الله لا يذكر عن الكافر أنه متصدق ؛ لأن الكافر لا صدقة له لكفره، وما هو باطل لا فائدة فيه لا يذكره الله تعالى في معرض التقرير والإثبات، مع أن هذا القول ضعيف في معنى الآية ))(٢).
ثانياً : وصف القول بالسقوط والبطلان مثل :
١- ظاهر السقوط، كلام كله ساقط، سقوطه كالشمس في رابعة النهار، ولا يخفى سقوط هذا القول، غير ناهض.
٢- القرآن يبين بطلان الأول وصحة الثاني.
وهذه الصيغ ونحوها تدل على بطلان هذا القول ورده، وترجيح القول الآخر في المسألة.
ومن الأمثلة على ذلك :
عند قوله تعالى :﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾ [البقرة : ١٩٦].
(١) ينظر : المرجع السابق ١/٣١٩.
(٢) أضواء البيان ١/٣١١.

الفراء (١)، والطبري(٢).
تحرير المسألة :
الذي يتضح - مما تقدم ذكره - أن المراد بالأماني في قوله تعالى :﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا
ڑcqكJn=÷ètƒ الْكِتَابَ إِلَّا ¥'دT$tBr& ﴾
هو ما رجحه الشنقيطي -يرحمه الله - في تفسيره وقال به جماعة من المفسرين، وهو أنها الأماني الباطلة، ومما يدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ ٣"uچ"|ءtR تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ﴾ [ البقرة : ١١١]، وقوله :﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا اc'دT$tBr& أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾ [ النساء : ١٢٣].
وأما قول من قال : إن المراد بالأمنية هنا القراءة، فهذا القول لا يتناسب مع قوله تعالى قبل ذلك :﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ﴾ ؛ لأن الأمي لا يقرأ.
وقول من قال : إن المراد بالأماني الأكاذيب، قال عنه أبو السعود: ((وأما حمل الأماني على الأكاذيب المختلفة على الإطلاق من غير أن يكون له ملابسة بالكتاب فلا يساعده النظم الكريم )) (٣) والله تعالى أعلم.
٤- المراد بروح القدس في قوله تعالى :﴿ çm"tRô‰

ƒr&ur بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾

قال تعالى: ﴿ $sY÷ s؟#uنur عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ دM"sYةi t٦ّ٩$# çm"tRô‰

ƒr&ur بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ [البقرة: ٨٧]

(١) معاني القرآن للفراء ١/٤٥.
... والفراء هو : يحيى بن زياد بن عبدالله الديلمي المعروف بالفراء، أبو زكريا، إمام العربية، كان أعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي، وله مصنفات عديدة منها: ( معاني القرآن ) و ( غريب الحديث ) و(الجمع والتثنية في القرآن ) وغيرها توفي سنة ٢٠٧ l.
... ينظر : إنباه الرواة للقفطي ٤ / ٧، وسير أعلام النبلاء للذهبي ١٠ / ١١٨، وطبقات المفسرين للداودي ص٥٤٥. وينظر هذا القول للفراء في الوسيط للواحدي ١/١٦٢، ومعالم التنزيل للبغوي ١/٨٨.
(٢) جامع البيان ٢/٢٦٢.
(٣) إرشاد العقل السليم ١/١١٩.

كما نقله عنهم ابن كثير(١)، وهو حديث ضعيف ضعفه غير واحد لأن في إسناده هلال بن عبدالله(٢) مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي(٣) وهلال هذا، قال الترمذي: مجهول(٤).
وقال البخاري : منكر الحديث(٥)، وفي إسناده أيضاً الحارث(٦) الذي رواه عن علي - رضي الله عنه -.
قال الترمذي : إنه يضعف في الحديث(٧).
وقال ابن عدي (٨) :
(١) ينظر: تفسير القرآن العظيم ١/٥٧٨.
(٢) هلال بن عبدالله الباهلي، أبو هاشم البصري، مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي، روى عن أبي إسحاق السبيعي، وروى عنه جابر بن هلال وعفان بن مسلم، ذكره العقيلي وابن الجوزي والذهبي في الضعفاء. ينظر: تهذيب الكمال للمزي ٧/٤٣٤، وتقريب التهذيب لابن حجر ص٥٠٦.
(٣) لم أقف على ترجمة له - فيما اطلعت عليه -.
(٤) جامع الترمذي ص ١٧٢٨، رقم الحديث (٨١٢).
(٥) ينظر قول البخاري في : ميزان الاعتدال في نقد الرجال لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨هـ، تحقيق : علي محمد معوض وعادل أحمد عبدالموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٥هـ، ٧/٩٥.
(٦) هو الحارث بن عبدالله الأعور الهمداني الخارفي، أبو زهير الكوفي، صاحب علي - رضي الله عنه -، كذَّبه الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف، ضعفه يحيى بن معين وغيره، مات في خلافة ابن الزبير.
... ينظر: تهذيب الكمال للمزي ٢/١٨، وتقريب التهذيب لابن حجر ص٨٦.
(٧) جامع الترمذي ص ١٧٢٨، رقم الحديث (٨١٢).
(٨) هو عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد، أبو أحمد الجرجاني، الحافظ الكبير، أحد الأئمة الأعلام، طاف البلاد في طلب العلم، له كتاب ( الانتصار على مختصر المزني )، وكتاب (الكامل في معرفة الضعفاء والمتروكين )، وهو كامل في بابه كما سماه، توفي سنة ٣٦٥هـ.
... ينظر : سير أعلام النبلاء للذهبي ١٦/١٥٤، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص ٣٩٧، وشذرات الذهب لابن العماد ٣/١٥٩.

قال بعض العلماء أن لفظة (ما) من قوله :﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ ﴾ [النساء : ٢٢ ] مصدرية، وعليه فقوله :( من النساء ) متعلق بقوله :( تنكحوا ) لا بقوله :( نكح )، وتقرير المعنى على هذا القول : ولا تنكحوا من النساء نكاح آبائكم، أي: لا تفعلوا ما كان يفعله آباؤكم من النكاح الفاسد، وهذا القول هو اختيار ابن جرير(١)، والذي يظهر وجزم به غير واحد من المحققين أن ( ما ) موصولة واقعة على النساء التي نكحها الآباء، كقوله تعالى :﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [النساء : ٣ ]، وقد قدمنا وجه ذلك ؛ لأنهم كانوا ينكحون نساء آبائهم كما يدل له سبب النزول، فقد نقل ابن كثير عن ابن أبي حاتم(٢) أن سبب نزولها(٣) أنه لما توفي أبو قيس بن الأسلت(٤) خطب ابنه امرأته، فاستأذنت رسول الله - ﷺ - في ذلك، فقال: ارجعي إلى بيتك فنزلت :﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ ﴾ [النساء: ٢٢] الآية ](٥)
فالراجح عند الشنقيطي - يرحمه الله - في نوع ( ما ) في قوله :﴿ مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ ﴾ أنها موصولة واقعة على النساء التي نكحها الآباء ؛ بدلالة سبب النزول.
دراسة الترجيح :
(١) جامع البيان ٨/١٣٧.
(٢) ينظر : تفسير بن أبي حاتم ٢/٣٨٣، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/٧٠٥، والدر المنثور للسيوطي ٢/٢٣٩.
(٣) ينظر : أسباب نزول القرآن للواحدي ص ١٥٢
(٤) هو صيفي بن الأسلت الأنصاري الأوسي، أبو قيس، اختلف في اسمه، فقيل : صيفي، وقيل : الحارث، وقيل: عبد الله، وهو من بني وائل بن زيد، هرب إلى مكة، فكان فيها مع قريش إلى عام الفتح، اختلف في إسلامه، مات على رأس عشرة أشهر من الهجرة.
ينظر : الاستيعاب لابن عبد البر ص٨٣٥، والإصابة لابن حجر ٦/٢١٩
(٥) ينظر : أضواء البيان ١/١٩٥.

قال : قلت لعمر بن الخطاب :﴿ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [النساء: ١٠١]، فقد أمن الناس، قال : عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله - ﷺ - عن ذلك، فقال :" صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته ".
فهذا الحديث الثابت في صحيح مسلم وغيره يدل على أن يعلى بن أمية، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - كانا يعتقدان أن معنى الآية قصر الرباعية في السفر، وأن النبي - ﷺ -، أقر عمر على فهمه لذلك، وهو دليل قوي، ولكنه معارض بما تقدم عن عمر من أنه قال :(( صلاة السفر ركعتان تمام غير قصر على لسان محمد - ﷺ - )) (١)، ويؤيده حديث عائشة وحديث ابن عباس المتقدمان(٢).
وظاهر الآيات المتقدمة يدل على أن المراد بقوله :﴿ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ﴾ قصر الكيفية في صلاة الخوف كما قدمنا، والله تعالى أعلم ] (٣).
فالراجح عند الشنقيطي -يرحمه الله- في المراد بالقصر في قوله تعالى :﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ﴾ هو قصر الكيفية في صلاة الخوف؛ لأن هذا التفسير هو الذي يدل له القرآن، واستدل لذلك بحديث عائشة وعمر - رضي الله عنهما - المتقدم ذكرهما، كما استدل بدلالة السياق القرآني، حيث قال تعالى بعد هذه الآية مبيناً لها :﴿ وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ ×pxےح !$sغ مِنْهُمْ مَعَكَ ﴾ [النساء: ١٠٢] الآية.
دراسة الترجيح:
(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم ذكرهما في ترجيح الشنقيطي
(٣) ينظر : أضواء البيان ١/٢٠٦-٢١٠.

والدليل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [ البقرة : ٢٧٨-٢٧٩] ](١).
فالراجح عند الشنقيطي -يرحمه الله- في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ &s!qك™u'ur ﴾ الآية أنها في قطاع الطريق من المسلمين بدلالة قوله تعالى بعد ذلك: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ﴾ فإنها ليست في الكافرين قطعاً ولا في المرتدين.
دراسة الترجيح:
قال أكثر المفسرين: إن قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ &s!qك™u'ur ﴾ الآية، نزلت في قوم من عُرينة وعُكْل، ارتدوا عن الإسلام وحاربوا الله ورسوله، ومن القائلين بذلك:
السمرقندي(٢)، والواحدي(٣)، وابن العربي(٤)، والنيسابوري(٥)، والقرطبي(٦)، وأبو حيان(٧)، وابن عاشور(٨).
وقال بعضهم: نزلت الآية في قوم من المشركين، ومن القائلين بذلك:
الزجاج(٩)، والشوكاني(١٠)، والقاسمي(١١).
وقال آخرون: نزلت في قوم من أهل الكتاب، ومن القائلين بذلك:
الطبري(١٢)، والبغوي(١٣)، وابن جزي(١٤)، وابن عطية(١٥).
وقال بعضهم : نزلت في الحرورية(١٦).
(١) ينظر : أضواء البيان ١/٣٠٦.
(٢) بحر العلوم ١/٤٣١.
(٣) الوسيط ٢/١٨٠.
(٤) أحكام القرآن ٢/٦٩.
(٥) إيجاز البيان ١/٢٢٧.
(٦) الجامع لأحكام القرآن ٦/٨٤.
(٧) البحر المحيط ٤/٢٣٩.
(٨) التحرير والتنوير ٦/١٨٠.
(٩) معاني القرآن وإعرابه ٢/١٦٩.
(١٠) فتح القدير ٢/٣٧.
(١١) محاسن التأويل ٦/١٧١.
(١٢) جامع البيان ١٠/٢٥١.
(١٣) معالم التنزيل ٢/٣٢.
(١٤) التسهيل ١/١٧٥.
(١٥) المحرر الوجيز ٢/١٨٣.
(١٦) ينظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/٧٧، وفتح القدير للشوكاني ٢/٣٧.

التحقيق أنه فصّله لهم بقوله :﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً ﴾ [الأنعام : ١٤٥] الآية، ومعنى الآية : أي شيء يمنعكم أن تأكلوا ما ذكّيتم، وذكرتم عليه اسم الله، والحال أن الله فصل لكم المحرم أكله عليكم في قوله :﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ ﴾ الآية، وليس هذا منه، وما يزعمه كثير من المفسرين من أنه فصَّله لهم بقوله :﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ [المائدة : ٣] الآية فهو غلط ؛ لأن قوله تعالى ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ﴾ من سورة المائدة، وهي من آخر ما نزل من القرآن بالمدينة، وقوله :﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ [الأنعام : ١١٩] من سورة الأنعام وهي مكية، فالحق هو ما ذكرنا، والعلم عند الله تعالى](١).
فالراجح عند الشنقيطي - يرحمه الله - في الآية التي وقع فيها تفصيل ما حُرم أنها قوله تعالى :﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً ﴾ [الأنعام: ١٤٥] ؛ لأن آية المائدة من آخر ما نزل بالمدينة وسورة الأنعام مكية.
دراسة الترجيح:
ذهب بعض المفسرين إلى أن الآية التي وقع فيها تفصيل ما حُرم في قوله :﴿ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ هي قوله تعالى في السورة نفسها :﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً... الآية ﴾، وممن اختار هذا القول من المفسرين: أبو حيان(٢)، وأبو السعود(٣)، والشوكاني(٤)، ومال إليه الألوسي(٥)، واختاره القاسمي(٦).
(١) أضواء البيان ١/٣٦٦.
(٢) البحر المحيط ٤/٦٣٠.
(٣) إرشاد العقل السليم ٣/١٧٩.
(٤) فتح القدير ٢/١٥٦.
(٥) روح المعاني ٨/١٤.
(٦) محاسن التأويل ٦/٦٩٦.

لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا اc'دT$tBr& أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ #[نûqك™ u"ّgن† بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا #[ژچإءtR (١٢٣) }... ١٢٣... ٩١، ٩٢، ٩٤
﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ بb¨t$ّ!بqّ٩$# وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ $VJٹد=tم (١٢٧) ﴾... ١٢٧... ٤٦، ٥٦، ٦٤، ١٩٢، ١٩٣، ١٩٥، ٢٥١، ٢٥٢، ٢٥٥، ٢٥٧، ٢٥٨، ٢٦٠، ٢٦١، ٢٦٢
﴿ الَّذِينَ tbqفء­/uژyItƒ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ (#ûqن٩$s% أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ tûïحچدے"s٣ù=د٩ نَصِيبٌ (#ûqن٩$s% أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ ِNن٣sY÷ t/ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ tûïحچدے"s٣ù=د٩ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (١٤١) ﴾... ١٤١... ٢٦٣، ٢٦٥، ٢٦٦
﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ (#îtقگِD$# هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا x٨uچs؟ وَهُوَ !$ygèOحچtƒ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا x٨uچs؟ وَإِنْ (#ûqçR%x. إِخْوَةً رِجَالًا [ن!$|، دSur حچx.©%#د=sù مِثْلُ إeلxm الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ ٧Oٹد=tو (١٧٦) ﴾... ١٧٦... ٤٦، ٢٥٢، ٢٥٣
سورة المائدة


الصفحة التالية
Icon