ويقول الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد :(( قد تبوأ موقع الصدارة في العلم، وجلالة القدر، والذكاء المفرط، مع العمل والورع والزهد، وكانت له المنزلة الرفيعة، والوثوق في نفوس الناس، وبخاصة أهل العلم ما اجتمعت عليه القلوب، واتفقت عليه الألسن وتناقلته، حتى كتبت في شخصيته العلمية، وعلومه التي استودعها في تفسيره وغيره عدة رسائل علمية، وبحوث أخرى طوعية، وعكف الناس على كتبه قراءة وإقراءً، واستفادة وإفادة، وإفراداً لبعض مباحثه، وإظهاراً لبعض مكنوناته )) (١).
فكان -رحمه الله- محل الثناء من جميع العلماء في عصره، غفر الله له ولوالديه ورضي عنه وأرضاه.
سابعاً : مؤلفاته :
صنف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - كثيراً من المؤلفات التي تنمُّ عن غزارة علم، وقوة فهم وإدراك، ويمكن أن تقسم هذه المؤلفات إلى قسمين :
القسم الأول : المؤلفات التي كتبها في بلاده قبل مجيئه إلى المملكة العربية السعودية، وهي كالتالي :
١- ( نظم في أنساب العرب )، ألّفه قبل البلوغ وسماه :( خالص الجمان )، وبعد البلوغ دفنه معللاً ذلك بقوله :( لأنه كان على نية التفوق على الأقران ) وقد لامه مشايخه على دفنه، وقالوا :( كان من الممكن تحويل النية وتحسينها ).
٢- ( رجز في فروع مذهب مالك ) يختص بالعقود من البيوع والرهون، وهو آلاف متعددة.
٣- ( ألفية في علم المنطق ).
٤- ( نظم في الفرائض ).
وهذه المنظومات - عدا أنساب العرب - كلها مخطوطة ولم ينشر منها شيء (٢).
القسم الثاني : المؤلفات التي كتبها في المملكة العربية السعودية، وهي كالتالي :

(١) ينظر : خالص الجمان تهذيب مناسك الحج من أضواء البيان، لسعود بن إبراهيم الشريم، دار الوطن، الرياض، الطبعة الثانية، ١٤١٧هـ، ص ٥.
(٢) ينظر : أضواء البيان ١٠ / ٥١ ومابعدها، ترجمة الشيخ عطية سالم، وترجمة الشيخ الشنقيطي لعبدالرحمن السديس ص٢٤ - ٢٩.

إن من أهم مقاصد الشنقيطي - رحمه الله - في تأليف هذا الكتاب هو : بيان القرآن بالقرآن، حيث عنون لكتابه باسم :( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن )، وقد نص - رحمه الله - على ذلك في مقدمة تفسيره حيث قال :
(( واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمرين :
أحدهما : بيان القرآن بالقرآن ؛ لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله - جل وعلا - من الله جل وعلا )) (١).
ويُعد الترجيح بدلالة الكتاب أكثر وجوه الترجيح التي اعتنى بها الشنقيطي -رحمه الله- وظهرت ظهوراً واضحاً في تفسيره.
ومن الأمثلة على ترجيح الشنقيطي - رحمه الله - بدلالة الكتاب ما يلي :
عند قوله تعالى :﴿ وَإِنْ ÷Lنêّے½z أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [النساء : ٣].
قال :(( المعنى كما قالت أم المؤمنين عائشة (٢) - رضي الله عنها - : أنه كان الرجل
(١) أضواء البيان ١/٣٠.
(٢) هي عائشة أم المؤمنين، بنت الإمام الصديق خليفة رسول الله - ﷺ - أبو بكر عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر القرشية التيمية المكية، زوج النبي - ﷺ - وأفقه نساء الأمة على الإطلاق، توفيت سنة ٥٧هـ، وقيل : سنة ٥٨هـ، ودفنت في البقيع.
... ينظر : الاستيعاب لابن عبدالبر ص٩٠١، والإصابة في تمييز الصحابة للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢هـ، ضبطه وخرّج أحاديثه : صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٢١هـ، ٧/١٨٧، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٢/١٣٥.

الأمر في قوله :( بأمره)، قال بعض العلماء : هو واحد الأوامر، وقال بعضهم : هو واحد الأمور، فعلى القول الأول بأنه الأمر الذي هو ضد النهي، فإن الأمر المذكور هو المصرح به في قوله :﴿ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ حچ½zFy$# وَلَا tbqمBحhچutن† مَا tPچxm اللَّهُ ¼م&è!qك™u'ur... ﴾ الآية [ التوبة : ٢٩]، وعلى القول بأنه واحد الأمور فهو ما صرح الله به في الآيات الدالة على ما أوقع باليهود من القتل والتشريد كقوله :﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ ك]ّ‹xm لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي مNخkح٥qè=è% الرُّعْبَ tbqç/حچّƒن† بُيُوتَهُمْ ِNخk‰د‰÷ƒr'خ/ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ (#rمژة٩tFôم$$sù يَا أُولِي حچ"|ءِ/F{$# (٢) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ ﴾ [ الحشر : ٢-٣] الآية، إلى غير ذلك من الآيات، والآية غير منسوخة على التحقيق ] (١).
فالراجح عند الشنقيطي - يرحمه الله - : أن الآية غير منسوخة.
دراسة الترجيح :
ذهب بعض المفسرين إلى أن الآية محكمة غير منسوخة، وممن قال بعدم النسخ في هذه الآية :
ابن الجوزي(٢)،
(١) ينظر : أضواء البيان ١/٧٣.
(٢) زاد المسير ١ / ١٣٢، ونواسخ القرآن لابن الجوزي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، ١٤٢٣l ص٤٠.
... وابن الجوزي هو : عبدالرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن الجوزي الحنبلي، أبو الفرج جمال الدين الحافظ، كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث والوعظ، وصنف في فنون عديدة، ومن تصانيفه: (زاد المسير ) و ( نواسخ القرآن ) و( الموضوعات ) في الحديث وغيرها، توفي سنة ٥٩٧هـ.
... ينظر : وفيات الأعيان لابن خلكان ٣ / ١٤٠، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٢١/٣٦٥، وطبقات المفسرين للداودي ص١٩١.

أصابهم يوم أُحد من قتل وهزيمة، حيث قتل حملة اللواء من بني عبدالدار(١)، وانهزم المشركون في أول الأمر هزيمة منكرة، وبقي لواؤهم ساقطاً حتى رفعته عمرة بنت علقمة الحارثية(٢)، وفي ذلك يقول حسان: (٣)
فلولا لِواّء الحارثيَّة أصبحوا يُباعون في الأسواق بيع الجلائبِ
وعلى هذا الوجه : فالقرح الذي أصاب القوم المشركين يشير إليه قوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ﴾ [آل عمران: ١٥٢] الآية.
ومعنى تحسونهم : تقتلونهم وتستأصلونهم، وأصله من الحس الذي هو الإدراك بالحاسة، فمعنى حسَّه أذهب حسه بالقتل(٤)، ومنه قول جرير(٥) :
(١) بنو عبدالدار: بطن من قصي بن كلاب، من العدنانية. ينظر: معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة ٢/٧٢٣.
(٢) لم أقف على ترجمة لها - فيما اطلعت عليه-، واسمها في كتب السيرة النبوية مشهور.
(٣) ينظر: ديوان حسان بن ثابت، تحقيق: د. وليد عرفات، دار صادر، بيروت، ١/١٢٧.
... وهو: حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري، يكنى أبا الوليد وأبا الحسام، وهو جاهلي إسلامي متقدم الإسلام، إلاّ أنه لم يشهد مع النبي - ﷺ - مشهداً، مات في خلافة معاوية سنة ٥٤هـ.
... ينظر : الشعر والشعراء لابن قتيبة ص١٨٨.
(٤) ينظر: لسان العرب لابن منظور ٢/٨٧٢ (حسس)، والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص٤٨٤ (ح س س)، ومختار الصحاح للرازي ص١٣٦ (ح س س).
(٥) ينظر ديوان جرير، تحقيق : د. عمر فاروق الطبَّاع، دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٧هـ، ص١٢١.
... وهو: جرير بن عطية بن حذيفة، من بني كليب بن يربوع، يكنى بأبي حزرة، ويقال له : ابن المراغة، من فحول الشعراء في العصر الأموي، وكان عالماً بأنساب العرب، عاش ثمانين عاماً ونيف ؛ فعاصر عثمان وعلياً من العهد الراشدي، وعدداً من خلفاء الدولة الأموية، مات سنة ١١٥هـ، وقيل غير ذلك.
... ينظر: طبقات فحول الشعراء للجمحي ٢/٢٩٧، والشعر والشعراء لابن قتيبة ص٣٠٤.

الذي يظهر - مما تقدم - أن الاستثناء في قوله تعالى :﴿ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ استثناء منقطع، وهو ما رجحه الشنقيطي - يرحمه الله -، وقال به جماعة من المفسرين، وعليه فالمراد : لا تنكحوا حلائل آبائكم، لكن ما مضى من ارتكاب هذا الفعل قبل التحريم فهو معفو عنه.
قال ابن جزي :(( ﴿ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ أي : إلا ما فعلتم في الجاهلية من ذلك، وانقطع بالإسلام فقد عفي عنه، فلا تؤاخذون به، ويدل على هذا قوله :﴿ إِن اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ بعد قوله :﴿ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ في المرة الأخرى في الجمع بين الأختين))(١).
وأما القول بأن الاستثناء متصل والمعنى : لا تنكحوا حلائل آبائكم إلا من مات منهن للمبالغة في التحريم والتعميم، فهو قول محتمل، وإن كان بعيداً عن ظاهر الآية، والله تعالى أعلم.
٧- المراد بالمحصنات في قوله تعالى: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ ﴾
قال تعالى :﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: ٢٤] اختلف في المراد بالمحصنات في هذه الآية على أقوال:
١- أنهن المتزوجات.
٢- أنهن الحرائر.
٣- أن المراد بالمحصنات هنا أعم من العفائف والحرائر والمتزوجات، أي حرمت عليكم جميع النساء إلا ما ملكت أيمانكم بعقد صحيح أو ملك شرعي بالرق.
ترجيح الشنقيطي - يرحمه الله- :
[ اعلم أن في قوله تعالى :﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [النساء ٢٤] الآية أوجهاً من التفسير هي أقوال للعلماء والقرآن يفهم منه ترجيح واحد معين منها.
(١) التسهيل ١/١٣٥.

الفراء(١)، والزجاج(٢)، والواحدي(٣)، والبغوي(٤)، والزمخشري(٥)، وابن عطية(٦)، والقرطبي(٧)، وابن جزي(٨)، والسعدي(٩)، وغيرهم.
وقال آخرون: المراد به صلاة المغرب، ورجح هذا القول: الطبري(١٠)، ومال إليه : ابن كثير(١١)، والشوكاني(١٢)، وغيرهما.
وقال البعض : المراد به صلاة العصر، واختار هذا القول من المفسرين: ابن العربي(١٣)، وابن عاشور(١٤)، ومال إليه أبو السعود (١٥).
تحرير المسألة:
الذي يظهر - مما تقدم - أن المراد بالطرف الثاني من النهار هو صلاة الظهر والعصر، وهو اختيار أكثر المفسرين، واختاره الشنقيطي -يرحمه الله-.
وأما القول بأنه صلاة المغرب فلا يظهر، وقد ضعف هذا القول بعض المفسرين كابن العربي، قال :(( والعجب من الطبري الذي يرى أن طرفي النهار الصبح والمغرب وهما طرفا الليل لِلَّهِ )) (١٦).
وكذلك القول بأنه صلاة العصر لا يظهر كل الظهور -والله تعالى أعلم-.
المسألة الثانية:
١٣- المراد بالزلف من الليل في قوله تعالى :﴿ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴾ [هود: ١١٤]
اختلف في المراد بالزلف من الليل في هذه الآية على أقوال:
١- أنها صلاة المغرب والعشاء.
٢- أنها صلاة العتمة.
٣- أنها المغرب والعشاء والصبح.
ترجيح الشنقيطي -يرحمه الله-
(١) معاني القرآن ١/٣٤٤.
(٢) معاني القرآن وإعرابه ٣/٨٢.
(٣) الوسيط ٢/٥٩٤.
(٤) معالم التنزيل ٢/٤٠٤.
(٥) الكشاف ٢/٢٩٦.
(٦) المحرر الوجيز ٣/٢١٢.
(٧) الجامع لأحكام القرآن ٩/٧٥.
(٨) التسهيل ٢/١١٣.
(٩) تيسير الكريم الرحمن ص٣٤٧.
(١٠) جامع البيان ١٥/٥٠٤.
(١١) تفسير القرآن العظيم ٢/٧١٤.
(١٢) فتح القدير ٢/٥٣٢.
(١٣) أحكام القرآن ٣/٢٤.
(١٤) التحرير والتنوير ١٢/١٧٩.
(١٥) إرشاد العقل السليم ٤/٢٤٦، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت.
(١٦) أحكام القرآن ٣/٢٤.

ولا يخفى أن الظاهر المتبادر من الآية هو القول الأول ؛ لأن الزيادة على ظاهر القرآن بقيود تحتاج إلى نص من الكتاب أو السنة، وتفسير الصحابي لها بذلك ليس له حكم الرفع، لإمكان أن يكون عن اجتهاد منه، ولا نعلم أحداً روى في تفسير هذه الآية بالقيود المذكورة، خبراً مرفوعاً إلا ما رواه ابن جرير(١) في تفسيره عن أنس(٢) يخبره أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر العرنيين... إلى أن قال : قال أنس :(( فسأل رسول الله - ﷺ - جبريل عن القضاء فيمن حارب، فقال : من سرق، وأخاف السبيل، فاقطع يده بسرقته ورجله بإخافته، ومن قتل فاقتله، ومن قتل وأخاف السبيل، واستحل الفرج الحرام فاصلبه))، وهذا الحديث لو كان ثابتاً لكان قاطعاً للنزاع، ولكن فيه ابن لهيعة(٣)، ومعلوم أنه خلط بعد احتراق كتبه، ولا يحتج به.. ثم قال:
(١) أخرجه ابن جرير في جامع البيان ١٠/٢٦٧ رقم (١١٨٥٤).
(٢) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، أبو حمزة المدني، الإمام المفتي المقريء المحدث، خادم رسول الله - ﷺ -، لازمه وخدمه عشر سنين، توفي سنة ٩٢ هـ.
... ينظر: تهذيب الكمال للمزي ١/٢٨٩، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٣/٣٩٥، والإصابة لابن حجر ١/١١١.
(٣) هو عبدالله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، أبو عبدالرحمن المصري، الفقيه القاضي، صدوق خلط بعد احتراق كتبه، توفي سنة ١٧٤هـ.
... ينظر: تهذيب الكمال للمزي ٤/٢٥٢، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٨/١١ وما بعدها، وتقريب التهذيب لابن حجر ص٢٦١ وما بعدها.

وكذلك القول بأن ﴿ مجرميها ﴾ بدل من أكابر، ضعّفه أبو حيان، ونقل عنه هذا التضعيف كثير من أهل اللغة والتفسير، قال أبو حيان عن هذين الوجهين: (( وما أجازاه - يعني العكبري وابن عطية - خطأ وذهول عن قاعدة نحوية، وهو أن أفعل التفضيل إذا كان بمن ملفوظاً بها أو مقدرة أو مضافة إلى نكرة، كان مفرداً مذكراً دائماً سواء كان لمذكر أو مؤنث مفرد أو مثنى أو مجموع، فإذا أُنث أو ثُني أو جُمع طابق ما هو له في ذلك ولزمه أمران: إما الألف واللام أو الإضافة إلى معرفة، وإذا تقرر هذا فالقول بأن ﴿ مجرميها ﴾ بدل من ﴿ أكابر ﴾ أو أن ﴿ مجرميها ﴾ مفعول أول خطأ ؛ لالتزامه أن يبقى ﴿ أكابر ﴾ مجموعاً، وليس فيه ألف ولام، ولا هو مضاف إلى معرفة، وذلك لا يجوز ))(١). والله تعالى أعلم.
٧- المراد بالرسل من الجن في قوله تعالى :﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ﴾ [الأنعام: ١٣٠]
اختلف في المراد بالرسل من الجن في هذه الآية على قولين:
١- أن قوله :﴿ رُسُلٌ مِنْكُمْ ﴾ أي من جملتكم، والرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسل.
٢- أن المراد : نُذُرهم الذين كانوا يسمعون كلام الرسل، فيبلغونه إلى قومهم.
ترجيح الشنقيطي - يرحمه الله-:
[ قوله تعالى :﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ ﴾ الآية.
قال بعض العلماء: المراد بالرسل من الجن نُذُرهم الذين يسمعون كلام الرسل، فيبلغونه إلى قومهم، ويشهد لهذا أن الله ذكر أنهم منذرون لقومهم في قوله :﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴾ [ الأحقاف : ٢٩].
(١) ينظر: المرجع السابق ٤/٦٣٦.

إِنَّا $uZّ٩u"Rr& التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدَى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا (#rمژyIô±n@ بِآَيَاتِي ثَمَنًا Wxٹد=s% وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا tAu"Rr& اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤) }... ٤٤... ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٠٠، ٣٠١، ٣٠٢، ٣٠٤
﴿ $sYِ;tFx.ur ِNخkِژn=tم فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ ةْ÷üyèّ٩$$خ/ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ s-£‰|ءs؟ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا tAu"Rr& اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ tbqكJد="©à٩$# (٤٥) ﴾... ٤٥... ٤٥، ٤٩، ٥٠، ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٠١، ٣٠٢، ٣٠٤، ٣٠٥، ٣٠٦، ٣٠٧
﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا tAu"Rr& اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا tAu"Rr& اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤٧) ﴾... ٤٧... ٢٩٨، ٢٩٩، ٣٠٢، ٣٠٤
﴿ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ #"uچ"|ء¨Z٩$#ur أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ tûüدJد="©à٩$# (٥١) ﴾... ٥١... ٦٦


الصفحة التالية
Icon