٦- ( رحلة الحج إلى بيت الله الحرام ) تحدث عن رحلة حجه إلى بيت الله الحرام، وكان قد سلك الطريق براً من بلده إلى مكة المكرمة، وتناول فيه المسائل العلمية التي طرحت عليه من كل مكان ينزل فيه (١).
وهناك العديد من المحاضرات ذات الموضوعات المستقلة، والتي ألقاها في مناسبات مختلفة منها :
١- ( آيات الصفات )، وقد أوضح فيها تحقيق إثبات صفات الله سبحانه وتعالى.
٢- ( المثل العليا )، بين فيها المثالية في العقيدة والتشريع والأخلاق.
٣- ( حكمة التشريع )، وقد عالج فيها العديد من حكم التشريع في كثير من الأحكام.
٤- ( المصالح المرسلة )، بين فيها ضابط استعمالها بين الإفراط والتفريط.
٥- ( حول شبهة الرقيق )، رفع اللبس عن استرقاق الإسلام للأحرار.
٦- ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )، ألقاها بحضرة الملك محمد الخامس عند زيارته للمدينة النبوية.
وغير ذلك من المؤلفات والخطب والمحاضرات، أجزل الله له المثوبة ورفع له الدرجات.
ثامناً : أعماله ووظائفه :
تولى الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- كثيراً من الأعمال والمناصب، وكلها تتعلق بالأمور الدينية التي تخدم العلم وطلابه والمسلمين عموماً، ولم يتول منصباً إدارياً بحتاً.
ومن أهم أعماله ما يلي :
١- تولى التدريس والفتيا في بلاده قبل قدومه للحج والعزم بعده على الاستقرار في المدينة النبوية، و قد اشتهر بالقضاء، وكان ذو فراسة فيه، وعلى الرغم من وجود الحاكم الفرنسي إلا أن الناس كانوا عظيمي الثقة فيه، فكانوا يأتونه للقضاء بينهم من أماكن بعيدة.
٢- تولى التدريس في المسجد النبوي في المدينة النبوية بعد استقراره فيها.

(١) مطبوع في مائتين وسبع وثمانين صفحة من الحجم الصغير، طبعته دار الشروق، جده، الطبعة الأولى، ١٤٠٣هـ.

أنفسهم، ولم يبين تفصيل ذلك هنا ولكنه فصّله في موضع آخر وهو قوله :﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ #س®Lxm إِذَا فَشِلْتُمْ ِNçFôمu""sYs؟ur فِي حچّBF{$# وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ ك‰ƒحچمƒ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ ك‰ƒحچمƒ nouچ½zFy$# ثُمَّ ِNà٦sùuچ|¹ عَنْهُمْ ِNن٣uٹد=tFِ;uٹد٩ ﴾ [آل عمران : ١٥٢]، وهذا هو الظاهر في معنى الآية؛ لأن خير ما يبين به القرآن القرآن )) (١).
المطلب الثاني
الترجيح بدلالة السنة
يعد تفسير القرآن الكريم بالسنة النبوية أصح طرق التفسير بعد القرآن الكريم، فهي شارحة وموضحة له.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢)
(١) أضواء البيان ١/١٨٥، وينظر للزيادة : ١/١٨٤، ١٩٧، ٢٠٦، ٢٤٥، ٣٠٦.
(٢) هو أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية الحراني الحنبلي، أبو العباس، شيخ الإسلام تقي الدين، اعتنى بالحديث وتفسير القرآن وأحكم أصول الفقه، والفرائض والحساب، ونظر في الكلام والفلسفة وغيرها من العلوم، أفتى ودرّس وصنّف وهو دون العشرين، توفي سنة ٧٢٨هـ.
... ينظر : البداية والنهاية لإسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي المتوفى سنة ٧٧٤هـ، المعارف، بيروت، الطبعة الثانية، ١٣٩٧هـ، ١٤ / ١٣٥، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لشهاب الدين أبي الفلاح عبدالحي بن أحمد بن العماد الحنبلي ( المتوفى سنة ١٠٨٩هـ )، تحقيق : مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٩هـ، ٦/٢٤١.

والطبري(١)، والنحاس(٢)، وهبة الله المقري(٣)، والرازي(٤)، وابن البارزي(٥)،
وابن جزي(٦)، وابن كثير(٧)، وأبو السعود(٨)، وغيرهم.
تحرير المسألة :
(١) جامع البيان ٢/٥٠٣.
(٢) الناسخ والمنسوخ في كتاب الله -عز وجل- واختلاف العلماء في ذلك لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس المتوفى سنة ٣٣٨هـ، تحقيق : د. سليمان بن إبراهيم اللاحم، مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة الأولى ١٤١٢هـ، ١/٥١٥.
(٣) الناسخ والمنسوخ من كتاب الله عز وجل لهبة الله المقري، تحقيق : زهير الشاويش ومحمد كنعان، المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق، الطبعة الثانية ١٤٠٦هـ، ص٣٣.
وهو : هبة الله بن سلامة بن نصر، أبو القاسم البغدادي، الضرير المفسر، المقريء النحوي، كان من أحفظ الناس لتفسير القرآن والنحو، صنّف (التفسير) و(الناسخ والمنسوخ) وغيرهما، مات سنة ٤١٠هـ.
... ينظر : غاية النهاية في طبقات القراء لشمس الدين محمد بن محمد الجزري المتوفى سنة ٨٣٣هـ عني بنشره: برجستر آسر، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثالثة ١٤٠٢هـ ٢/٣٥١، وطبقات المفسرين للداودي ص٣٥٢، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ١٠٠.
(٤) التفسير الكبير ٣/٢٢١.
(٥) ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه لابن البارزي، تحقيق : د. حاتم الضامن، عالم الكتب، بيروت، مكتبة النهضة العربية، الطبعة الأولى ١٤٠٩هـ، ص٢٤.
... وهو : هبة الله بن عبدالرحيم بن إبراهيم المعروف بشرف الدين ابن البارزي، مفتي الشام وقاضيها وصاحب التصانيف، ألف في الفقه والقراءات والناسخ والمنسوخ وغيرها، توفي سنة ٧٣٨هـ.
... ينظر : غاية النهاية لابن الجزري ٢/٣٥١، والدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني ٤/٤٠١.
(٦) التسهيل ١/٥٧.
(٧) تفسير القرآن العظيم ١/٢٢٩.
(٨) إرشاد العقل السليم ١/١٤٦.

فالراجح عند الشنقيطي -يرحمه الله- في المراد بالقرح الذي مس المشركين أنه ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر بدلالة التثنية في قوله :﴿ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا ﴾، فإنها تدل على أن القرح الذي أصاب المشركين ما وقع بهم يوم بدر.
دراسة الترجيح:
قال جمهور المفسرين: المراد بالقرح الذي مس القوم المشركين في قوله تعالى :﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ﴾ [آل عمران: ١٤٠] هو ما أصابهم يوم بدر من القتل والأسر، ومن القائلين بذلك الآتي ذكرهم:
الطبري(١)، والسمرقندي(٢)، والماوردي(٣)، والواحدي(٤)، والبغوي(٥)، والزمخشري(٦)، وابن عطية(٧)، والنيسابوري(٨)، والقرطبي(٩)، والرازي(١٠)، والنسفي(١١)، وابن جزي(١٢)، وأبو حيان(١٣)، والسيوطي(١٤)، وأبو السعود(١٥)، والشوكاني(١٦)، والألوسي(١٧)، والقاسمي(١٨)، وابن عاشور(١٩).
وقال بعض المفسرين: المراد هزيمة المشركين أولاً يوم أُحد(٢٠).
تحرير المسألة:
(١) جامع البيان ٧/٢٣٧.
(٢) بحر العلوم ١/٣٠٤.
(٣) النكت والعيون ١/٤٢٦.
(٤) الوسيط ١/٤٩٧.
(٥) معالم التنزيل ١/٣٥٥.
(٦) الكشاف ١/٤٦٥.
(٧) المحرر الوجيز ١/٥١٣.
(٨) إيجاز البيان ١/١٨٠.
(٩) الجامع لأحكام القرآن ٤/١٥٠.
(١٠) التفسير الكبير ٩/١٣.
(١١) مدارك التنزيل ١/١٨٤.
(١٢) التسهيل ١/١١٨.
(١٣) البحر المحيط ٣/٣٥٣.
(١٤) الدر المنثور ٢/١٤١.
(١٥) إرشاد العقل السليم ٢/٨٩.
(١٦) فتح القدير ١/٣٨٤.
(١٧) روح المعاني ٤/٦٧.
(١٨) محاسن التأويل ٤/٢٣٦.
(١٩) التحرير والتنوير ٤/٩٩.
(٢٠) ينظر: الكشاف للزمخشري ١/٤٦٦، والتفسير الكبير للرازي ٩/١٣، والتسهيل لابن جزي ١/١١٨، والبحر المحيط لأبي حيان ٣/٣٥٣، وإرشاد العقل السليم لأبي السعود ٢/٨٩، ومحاسن التأويل للقاسمي ٤/٢٣٦.

وقال بعض العلماء : المراد بالمحصنات : المتزوجات، وعليه فمعنى الآية : وحرمت عليكم المتزوجات؛ لأن ذات الزوج لا تحل لغيره إلا ما ملكت أيمانكم بالسبي من الكفار، فإن السبي يرفع حكم الزوجية الأولى في الكفر، وهذا القول هو الصحيح، وهو الذي يدل القرآن لصحته ؛ لأن القول الأول فيه حمل ملك اليمين على ما يشمل ملك النكاح، وملك اليمين لم يرد في القرآن إلا بمعنى الرق، كقوله :﴿ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [النساء: ٢٥]، وقوله :﴿ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ ﴾ [الأحزاب: ٥٠]، وقوله :﴿ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء: ٣٦] وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾ [المؤمنون: ٥-٦] في الموضعين، فجعل ملك اليمين قسماً آخر غير الزوجية، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النور: ٣٣]، فهذه الآيات تدل على أن المراد بما ملكت أيمانكم الإماء دون المنكوحات كما هو ظاهر، وكذلك الوجه الثاني غير ظاهر ؛ لأن المعنى عليه، وحرمت عليكم الحرائر إلا ما ملكت أيمانكم، وهذا بخلاف الظاهر من معنى لفظ الآية كما ترى.
قال تعالى :﴿ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: ١١٩]
اختلف في المراد بتغيير خلق الله في هذه الآية على أقوال:
١- تغيير فطرة الله التي هي دين الإسلام.
٢- خصاء الدواب.
٣- أنه التغيير بالوشم.
٤- عبادة الشمس والقمر والحجارة، وتحريم ما حرموا من الأنعام، وإنما خلق ذلك للانتفاع به (١).
ترجيح الشنقيطي -يرحمه الله-
[ قوله تعالى :﴿ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾
قال بعض العلماء : معنى هذه الآية أن الشيطان يأمرهم بالكفر، وتغيير فطرة الإسلام التي خلقهم الله عليها، وهذا القول يبينه ويشهد له قوله تعالى :﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ [الروم: ٣٠] ؛ إذ المعنى على التحقيق لا تبدلوا فطرة الله التي خلقكم عليها بالكفر، فقوله: ﴿ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ﴾ خبر أريد به الإنشاء إيذاناً بأنه لا ينبغي إلا أن يمتثل، حتى كأنه خبر واقع بالفعل لا محالة، ونظيره قوله تعالى :﴿ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ ﴾ [البقرة: ١٩٧] الآية أي : لا ترفثوا، ولا تفسقوا، ويشهد لهذا ما ثبت في الصحيحين(٢)
(١) ينظر : زاد المسير لابن الجوزي ٢/٢٠٥.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ( ما قيل في أولاد المشركين) رقم (١٣٨٥) ص١٠٨ بنحوه، وأيضاً في باب ( إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه ؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام ؟ ) رقم (١٣٥٨) ص١٠٦ بنحوه.
وأخرجه مسلم في كتاب القدر، باب (معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موتى أطفال الكفار وأطفال المسلمين) رقم (٦٧٥٥) ص١١٤١ بنحوه.

الفراء(١)، والطبري(٢)، والرازي(٣)، والألوسي(٤).
تحرير المسألة:
الذي يتضح -مما تقدم- أن جزاء المحارب في قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [المائدة: ٣٣] هو على التخيير، كما اختاره الشنقيطي-يرحمه الله-، وقال به جماعة من المفسرين، وهو الظاهر من سياق الآية الكريمة.
قال ابن العربي :(( الآية نص في التخيير، وصرفها إلى التعقيب والتفصيل تحكّمٌ على الآية، وتخصيص لها، وما تعلقوا منه بالحديث لا يصح )) (٥).
فالقول بأن الآية على الترتيب وهي منزلة على أحوال وفيها قيود مقدرة، زيادة على ظاهر القرآن بقيود والزيادة تحتاج إلى نص من الكتاب أو السنة، وتفسير الصحابي لها بذلك ليس له حكم الرفع لإمكان أن يكون عن اجتهاد منه، كما ذكر ذلك الشيخ -رحمه الله-، فالأظهر في معنى الآية هنا أنها للتخيير، والله تعالى أحكم وأعلم.
المسألة الثالثة:
٥- كيفية الصلب في قوله تعالى :﴿ أَوْ يُصَلَّبُوا ﴾ [المائدة: ٣٣].
اختلف العلماء في كيفية الصلب المذكور في الآية على أقوال:
١- يقتل أولاً ثم يصلب بعد القتل، وقيل : ينزل بعد ثلاثة أيام، وقيل : يترك حتى يسيل صديده.
٢- يصلب حياً ويمنع من الطعام والشراب حتى يموت.
٣- يصلب حياً ثم يقتل برمح ونحوه وهو مصلوب.
ترجيح الشنقيطي -يرحمه الله-
(١) معاني القرآن ١/٢٠٩.
(٢) جامع البيان ١٠/٢٦٤.
(٣) التفسير الكبير ١١/١٧٠.
(٤) روح المعاني ٦/١٢٠.
(٥) أحكام القرآن ٢/٧٣.

الذي يظهر - مما تقدم - أن المراد بالرسل من الجن، أي من جملتهم، والرسل من الإنس فقط، وليس من الجن رسل، وهو ما عليه أكثر المفسرين ومال إليه الشنقيطي -يرحمه الله- ؛ لأن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مراداً بعضه، كقوله :﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ﴾ [نوح: ١٦]، وقوله :﴿ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ﴾ [الشمس: ١٤]، مع أن العاقر واحد منهم، والقول بأنهم: نُذُرهم الذين كانوا يسمعون كلام الرسل، فيبلغونه إلى قومهم كما حكى الله عنهم ذلك بقوله :﴿ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴾ [الأحقاف: ٢٩] ليس ببعيد.
قال أبو السعود :(( وإنما جُعلوا - أي الرسل - منهما إما لتأكيد وجوب اتباعهم والإيذان بتقاربهما ذاتاً، واتحادهما تكليفاً وخطاباً كأنهم جنس واحد، ولذلك تمكن أحدهما من إضلال الآخر، وإما لأن المراد بالرسل ما يعم رسل الرسل، وقد ثبت أن الجن قد استمعوا القرآن وأنذروا به قومهم )) (١) والله تعالى أعلم.
٨- المراد بالحق في قوله تعالى :﴿ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ [الأنعام: ١٤١].
اختلف في المراد بالحق في هذه الآية على أقوال وعليها ترتب الخلاف في كون هذه الآية منسوخة أم لا؟
١- أنه الزكاة المفروضة في الثمر والحب ( العشر ونصف العشر )، وعليه فالآية محكمة(٢).
٢- أنه حق غير الزكاة أُمر به يوم الحصاد وهو إطعام من حضر، وترك ما تساقط من الزرع والثمر، وحمل بعضهم الأمر على الوجوب، وحمله آخرون على الندب، فمن جعله للوجوب قال هو منسوخ بالزكاة، ومن جعله للندب فهو باق الحكم.
٣- أن هذا الحق كان مفروضاً قبل الزكاة ثم نسخ بها(٣).
ترجيح الشنقيطي - يرحمه الله-:
(١) ينظر: إرشاد العقل السليم ٣/١٨٥.
(٢) نسب هذا القول إلى الجمهور: الماوردي في النكت والعيون ٢/١٧٨.
(٣) ينظر: زاد المسير لابن الجوزي ٣/١٣٥، وأضواء البيان للشنقيطي ١/٣٦٨.

أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ حچَst٧ّ٩$# وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ دou'$‹، ،=د٩ur tPحhچمmur عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ ڑcrمژ|³ّtéB (٩٦) }... ٩٦... ٣٢٥، ٣٢٦، ٣٢٧
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٠٥) ﴾... ١٠٥... ٣٢٩
﴿ وَإِذْ àMّ‹xm÷rr& إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا 'د١ 'ح... ١١١... ٣٣٢، ٣٣٣
سورة الأنعام
﴿ ك‰ôJutù:$# لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ِNخkحh٥uچخ/ يَعْدِلُونَ (١) ﴾... ١... ٣٣٥، ٣٣٧
﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي دN¨uq"yJ، ،٩$# وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ ِNن.uچôgy_ur وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (٣) ﴾... ٣... ١٤، ٣٣٨، ٣٣٩، ٣٤٠، ٣٤١
﴿ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ tbqن٣د=ôgمƒ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٢٦) ﴾... ٢٦... ٣٧١
﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا OçFômuچy_ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ 'wK|،-B ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ Nن٣م¤خm;sYمƒ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٦٠) ﴾... ٦٠... ٤٨، ١٦١
﴿ y٧د٩¨x‹x.ur ü"حچçR zOٹدd¨uچِ/خ) مَلَكُوتَ دN¨uq"yJ، ،٩$# وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥) ﴾... ٧٥... ٣٤٢، ٣٤٤
﴿ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا 'دn١u' فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ ڑْüد=دùFy$# (٧٦) ﴾... ٧٦... ٥٢، ٣٤٢، ٣٤٣، ٣٤٤، ٣٤٦، ٣٤٨


الصفحة التالية
Icon