وأما من جهة شموله للإحصار بمرض، فهي ما رواه الإمام أحمد (١)، وأصحاب السنن الأربعة (٢)، وابن خزيمة (٣)، والحاكم (٤)،

(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند، رقم الحديث (١٥٨٢٣) ص ١١٠٤.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب المناسك، باب (الإحصار) رقم الحديث (١٨٦٢) ص ١٣٦١ بنحوه، وأخرجه ابن ماجه في سننه أبواب المناسك، باب ( المحصر ) حديث رقم (٣٠٧٧) ص ٢٦٦٤.
وأخرجه الترمذي في جامعه أبواب الحج عن رسول الله - ﷺ -، باب (ما جاء في الذي يهل بالحج فيكسر أو يعرج) رقم الحديث (٩٤٠ ) ص ١٧٤٠. وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي في السنن الصغرى، كتاب مناسك الحج، باب ( فيمن أحصر بعدو ) رقم الحديث (٢٨٦٤) ص ٢٢٧٢.
(٣) لم أقف عليه في صحيح ابن خزيمة، ورواه الطحاوي من طريق ابن خزيمة في مشكل الآثار، باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - ﷺ - من قوله :( من كسر أو عرج فقد حلّ وعليه حجة أخرى ) قال :(( حدثنا ابن خزيمة، حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري، أخبرني الصوّاف، أخبرني يحيى عن عكرمة عن الحجاج، قال : سمعت النبي - ﷺ - يقول... فذكر الحديث )).
ينظر: شرح مشكل الآثار، لأبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي (المتوفى سنة ٣٢١هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٨هـ، ٢/٧٦.
(٤) رواه الحاكم في المستدرك، كتاب المناسك، رقم الحديث ( ١٧٧٥ )، ١/٦٥٧، وقال : صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
... والحاكم هو: محمد بن عبدالله بن محمد الضبي المعروف بالحاكم النيسابوري، أبو عبدالله، إمام أهل الحديث في عصره، له مصنفات كثيرة منها ( المستدرك على الصحيحين)، توفي سنة ٤٠٥هـ.
... ينظر : وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/٢٨٠، وسير أعلام النبلاء للذهبي ١٧/١٦٢.

قال جمهور المفسرين: المراد من قوله تعالى :﴿ `s٩ur ں@yèّgs† ھ!$# tûïجچدے"s٣ù=د٩ 'n؟tم tûüدZدB÷sçRùQ$# ¸x‹خ٦y™ ﴾ أي يوم القيامة، ومن القائلين بذلك: الطبري(١)، والواحدي(٢)، والبغوي(٣)، وابن عطية(٤)، والرازي(٥)، وابن جزي(٦)، وأبو حيان(٧)، وابن كثير(٨)، وأبو السعود(٩)، والشوكاني(١٠)، والسعدي(١١)، وغيرهم.
وقال آخرون: المراد أنه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً يمحوا به دولة المسلمين ويستأصلهم، ومن القائلين بذلك:
القاسمي(١٢)، وابن عاشور(١٣)، وغيرهما.
وقالت طائفة : أنه لا يجعل لهم عليهم سبيلاً إلا أن يتواصوا بالباطل، ولا يتناهوا عن المنكر، فيكون تسليط العدو عليهم من قبلهم، ومن القائلين بذلك:
ابن العربي(١٤)، والقرطبي(١٥)، وغيرهما.
وقال آخرون: المراد بالسبيل الحجة أي : ولن يجعل لهم عليهم حجة، ومن القائلين بذلك:
الزجاج(١٦)، والسمرقندي(١٧)، وغيرهما.
تحرير المسألة:
الذي يظهر - مما تقدم - أن المراد بقوله تعالى :﴿ `s٩ur ں@yèّgs† ھ!$# tûïجچدے"s٣ù=د٩ 'n؟tم tûüدZدB÷sçRùQ$# ¸x‹خ٦y™ ﴾ هو ما عليه أكثر المفسرين، واختاره الشنقيطي -يرحمه الله-، وعليه فالمراد:
(١) جامع البيان ٩/٣٢٧.
(٢) الوسيط ٢/١٣٠.
(٣) معالم التنزيل ١/٤٩٢.
(٤) المحرر الوجيز ٢/١٢٦.
(٥) التفسير الكبير ١١/٦٦.
(٦) التسهيل ١/١٦١.
(٧) البحر المحيط ٤/١٠٥.
(٨) تفسير القرآن العظيم ١/٨٦٢.
(٩) إرشاد العقل السليم ٢/٢٤٥.
(١٠) فتح القدير ١/٥٢٧.
(١١) تيسير الكريم الرحمن ص١٣٧.
(١٢) محاسن التأويل ٥/٥٢٨.
(١٣) التحرير والتنوير ٥/٢٣٨.
(١٤) أحكام القرآن ١/٥٥٤.
(١٥) الجامع لأحكام القرآن ٥/٢٨٧.
(١٦) معاني القرآن وإعرابه ٢/١٢٢.
(١٧) بحر العلوم ١/٣٩٩.

وأما قول من قال : إنه كفارة للجارح، فلا يخلو من بعد، وقد ضعف هذا القول بعض المفسرين كابن العربي(١)... والله تعالى أعلم.
١٠- المعني بقوله تعالى :﴿ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾
قال تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [المائدة : ٦٤].
اختلف المفسرون في المعني بقوله تعالى :﴿ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ على قولين هما :
١- أنهم اليهود فيما بينهم.
٢- أنهم اليهود والنصارى.
ترجيح الشنقيطي - رحمه الله - :
[ قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ [المائدة : ٥١ ].
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن اليهود والنصارى بعضم أولياء بعض، ولكنه بيّن في مواضع أخر أن ولاية بعضهم لبعض زائفة ليست خالصة ؛ لأنها لا تستند على أساس صحيح، هو دين الإسلام، فبيّن أن العداوة والبغضاء بين النصارى دائمة إلى يوم القيامة بقوله :﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [المائدة : ١٤].
(١) أحكام القرآن ٢/١٠٠.

من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى ))... ١٢١-١٢٣
(( من ملك زاداً وراحلة ولم يحج ببيت الله... ))... ١٦٥
(( هلاّ انتفعتم بجلدها ))... ٢٧٢
(( وإني سألت ربي ألا يهلك أمتي بسنة عامة ))... ٢٦٤
(( والتارك لدينه المفارق للجماعة ))... ٢٨٠-٢٨١
(( يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء ))... ٢١٨
فهرس الآثار
طرف الأثر... القائل... الصفحة
((أصبنا سبياً من سبايا أوطاس ولهن أزواج... ))... أبو سعيد الخدري
((أليس حسبتم سنة رسول الله - ﷺ - إن حُبس أحدكم عن الحج...))... عبدالله بن عمر
(( أمرنا رسول الله - ﷺ - أن نشترك في الإبل والبقر))... جابر بن عبدالله
((أنه كان الرجل تكون عنده اليتيمة في حجره...))... عائشة رضي الله عنها... - ٥٦ -١٩١
(( أهدى - ﷺ - مرة غنما))... عائشة رضي الله عنها... - ١٣٠
(( خرجت إلى مكة حتى إذا كنت ببعض الطريق كسرت فخذي فأرسلت...))... أيوب السختياني... -١١٩
((الرحمن رحمن الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة))... عيسى عليه السلام... -٧٨
(( صلاة السفر ركعتان،.. وصلاة الأضحى ركعتان... تمام غير قصر ))... عمر بن الخطاب... - ٢٣٨
(( عجبت مما عجبت منه، فسألت رسول الله...))... عمر بن الخطاب
((فرض الله الصلاة على رسول الله ركعتين ركعتين))... عائشة رضي الله عنها
(( فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ))... عائشة رضي الله عنها
(( فرضت صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين ))... عائشة رضي الله عنها
(( فرض رسول الله - ﷺ - الصلاة ركعتين))... عائشة رضي الله عنها
((فسأل رسول الله - ﷺ - جبريل عن القضاء فيمن حارب...))... أنس بن مالك
((لاحصر إلا حصر العدو))... عبدالله بن عباس... -١٢١
(( المحصر بمرض لا يحل حتى يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة...))... عبدالله بن عمر... ١١٨
((المحرم لا يحله إلا البيت ))... عائشة رضي الله عنها... ١١٩
((


الصفحة التالية
Icon