ترجيحات الشنقيطي في أضواء البيان من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنعام: جمعًا ودراسة

وفي اللسان :(( وعدة المرأة أيام أقرائها، وعدتها أيضاً أيام إحدادها على بعلها وإمساكها عن الزينة شهوراً كان أو أقراء أو وضع حمل حملته من زوجها )) (١).
فهذا بيان بالغ من الصحة والوضوح والصراحة في محل النزاع، ما لا حاجة معه إلى كلام آخر، وتؤيده قرينة زيادة التاء في قوله :﴿ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ [البقرة : ٢٢٨] لدلالتها على تذكير المعدود، وهو الأطهار ؛ لأنها مذكرة والحيضات مؤنثة.
وجواب بعض العلماء عن هذا، بأن لفظ القرء مذكر، ومسماه مؤنث، وهو الحيضة، وأن التاء إنما جيء بها مراعاة للفظ، وهو مذكر لا للمعنى المؤنث.
يقال فيه : إن اللفظ إذا كان مذكراً، ومعناه مؤنثاً، لا تلزم التاء في عدده، بل تجوز فيه مراعاة المعنى، فيجرد العدد من التاء كقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي(٢):

وكان مِجَني(٣) دون من كنت أتقي

ثلاث شخوص كاعبان (٤)

دلت الآيات كقوله تعالى :﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾ [الأنفال : ٢٥]، والأحاديث على أن الناس إن لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، عمهم الله بعذاب من عنده.
فمن ذلك ما خرجه الشيخان (١) في صحيحيهما عن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش(٢) -رضي الله عنها- أن النبي - ﷺ - دخل عليها فزعاً مرعوباً يقول :" لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها : فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث".
وعن النعمان بن بشير (٣)

" كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي لعلاء الدين عبدالعزيز بن أحمد البخاري ( المتوفى سنة ٧٣٠هـ )، تعليق : محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية، ١٤١٤هـ.
" كشف الخفاء لإسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي (المتوفى سنة ١١٦٢هـ)، تحقيق : أحمد القلاش، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة، ١٤٠٥هـ.
" الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي ( المتوفى سنة ٤٣٧هـ )، تحقيق: د. محيي الدين رمضان، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة، ١٤١٨هـ.
" لسان العرب لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور ( المتوفى سنة ٧١١هـ )، دار المعارف، مكتبة ابن تيمية.
" المبسوط لشمس الدين السرخسي الحنفي ( المتوفى سنة ٤٩٠ هـ )، دار المعرفة، بيروت.
" مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي (المتوفى سنة ٧١هـ)، تعليق : د. محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي، القاهرة.
" محاسن التأويل لجمال الدين بن محمد القاسمي (المتوفى سنة ١٣٣٢هـ) تحقيق : محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية ١٣٩٨هـ.
" المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها لأبي الفتح عثمان بن جني (المتوفى سنة ٣٩٢هـ)، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٩هـ.
" المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لأبي محمد عبدالحق بن غالب بن عطية الأندلسي (المتوفى سنة ٥٤٦هـ)، تحقيق : عبدالسلام عبدالشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى ١٤١٣هـ.
" المحصول، لأبي بكر بن العربي المعافري المالكي(المتوفى سنة ٥٤٣هـ)، تحقيق: حسين علي البدري، وسعيد فودة، دار البيارق، عمّان، الطبعة الأولى ١٤٢٠هـ.

---