ومُعصر(١)
فجرد لفظ الثلاث من التاء ؛ نظراً إلى أن مسمى العدد نساء، مع أن لفظ الشخص الذي أطلقه على الأنثى مذكر، وقول الآخر(٢):
وإن كلاباً هذه عشرُ أَبْطُنٍ | وأنت بريءٌ من قبائلها العشر |
وتجوز مراعاة اللفظ، فيجرد من التاء في الأخير، وتلحقه التاء في الأول، ولحوقها إذن مطلق احتمال، ولا يصح الحمل عليه دون قرينة تعينه، بخلاف عدد المذكر لفظاً ومعنى، كالقرء بمعنى الطهر، فلحوقها له لازم بلا شك، واللازم الذي لا يجوز غيره أولى بالتقديم من المحتمل الذي يجوز أن يكون غيره بدلاً عنه، ولم تدل عليه قرينة كما ترى.
فإن قيل: ذكر بعض العلماء أن العبرة في تذكير واحد المعدود وتأنيثه إنما هي باللفظ، ولا تجوز مراعاة المعنى إلا إذا دلت عليه قرينة، أو كان قصد ذلك المعنى كثيراً، والآية التي نحن بصددها ليس فيها أحد الأمرين.
فالجواب - والله تعالى أعلم - أن هذا خلاف التحقيق، والذي يدل عليه استقراء اللغة العربية جواز مراعاة المعنى مطلقاً.
قال الصبان(٣)
(١) الْمُعصِرُ: التي بلغت عصر شبابها وأدركت، وقيل: أول ما أدركت وحاضت.
ينظر: الصحاح للجوهري ٢/٤٥٥ مادة (عصر)، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس ٢/٢٧٨ مادة (عصر)، ولسان العرب لابن منظور ٥/٢٩٦٩ مادة (عصر).
(٢) لم أقف على قائله، وهو في لسان العرب لابن منظور غير منسوب ١/٣٠٤ مادة (بطن).
(٣) هو محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، عالم بالعربية والأدب، له منظومة ( الكافية الشافية في علمي العروض والقافية )، و ( حاشية على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ) في النحو، و ( إسعاف الراغبين ) في السيرة وغيرها، توفي سنة ١٢٠٦هـ.
ينظر : الأعلام للزركلي ٦/٢٩٧.
ينظر: الصحاح للجوهري ٢/٤٥٥ مادة (عصر)، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس ٢/٢٧٨ مادة (عصر)، ولسان العرب لابن منظور ٥/٢٩٦٩ مادة (عصر).
(٢) لم أقف على قائله، وهو في لسان العرب لابن منظور غير منسوب ١/٣٠٤ مادة (بطن).
(٣) هو محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، عالم بالعربية والأدب، له منظومة ( الكافية الشافية في علمي العروض والقافية )، و ( حاشية على شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ) في النحو، و ( إسعاف الراغبين ) في السيرة وغيرها، توفي سنة ١٢٠٦هـ.
ينظر : الأعلام للزركلي ٦/٢٩٧.
-رضي الله عنهما- عن النبي - ﷺ - قال :(( مثل القائم في حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً )) أخرجه البخاري(١) والترمذي(٢).
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال :(( يا أيها الناس إنكم تقرؤن هذه الآية :﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمZtB#uن ِNن٣ّ‹n=tو ِNن٣|،àےRr& ںw Nن.oژغطtƒ `¨B ¨@|ت #sŒخ) َOçF÷ƒy‰tF÷d$# ﴾ [المائدة : ١٠٥]، وإني سمعت رسول الله - ﷺ - يقول :" إن رأى الناس الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده " رواه أبو داود(٣)، والترمذي(٤)، والنسائي(٥) بأسانيد صحيحة.
(١) أخرجه البخاري في كتاب الشركة، باب ( هل يقرع في القسمة والاستهام فيه؟ ) رقم (٢٤٩٣) ص١٩٦ بنحوه.
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب الفتن عن رسول الله - ﷺ - باب (منه)، رقم (٢١٧٣) ص ١٨٧٠ بنحوه، وقال : حديث حسن صحيح.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب (الأمر والنهي) رقم (٤٣٣٨) ص ١٥٣٩ بنحوه.
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب تفسير القرآن، باب (ومن سورة المائدة) رقم (٣٠٥٧) ص ١٩٦٠ بنحوه، وقال : حديث حسن صحيح.
(٥) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير، سورة المائدة : قوله تعالى :﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمZtB#uن ِNن٣ّ‹n=tو ِNن٣|،àےRr& ںw Nن.oژغطtƒ `¨B ¨@|ت #sŒخ) َOçF÷ƒy‰tF÷d$# ﴾، رقم (١١١٥٧)، ٦/٣٣٨ بمعناه - طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١١هـ، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري، وسيد كسروي حسن.
(٢) أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب الفتن عن رسول الله - ﷺ - باب (منه)، رقم (٢١٧٣) ص ١٨٧٠ بنحوه، وقال : حديث حسن صحيح.
(٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب (الأمر والنهي) رقم (٤٣٣٨) ص ١٥٣٩ بنحوه.
(٤) أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب تفسير القرآن، باب (ومن سورة المائدة) رقم (٣٠٥٧) ص ١٩٦٠ بنحوه، وقال : حديث حسن صحيح.
(٥) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير، سورة المائدة : قوله تعالى :﴿ $pkڑ‰r'¯"tƒ tûïد%©!$# (#qمZtB#uن ِNن٣ّ‹n=tو ِNن٣|،àےRr& ںw Nن.oژغطtƒ `¨B ¨@|ت #sŒخ) َOçF÷ƒy‰tF÷d$# ﴾، رقم (١١١٥٧)، ٦/٣٣٨ بمعناه - طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١١هـ، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري، وسيد كسروي حسن.
" المحصول في علم أصول الفقه لفخر الدين محمد بن عمر الرازي ( المتوفى سنة ٦٠٦هـ)، تحقيق : طه جابر العلواني، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، ١٤١٨هـ.
" المحلى شرح المجلى لعلي بن أحمد بن حزم (المتوفى سنة ٤٥٦هـ)، تحقيق: أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤١٨هـ.
" مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي، ترتيب : محمود خاطر، دار الحديث، القاهرة.
" مدارك التنزيل وحقائق التأويل لأبي البركات عبدالله بن أحمد النسفي (المتوفى سنة ٧١٠هـ)، دار الفكر.
" المدونة الكبرى للإمام مالك بن أنس (المتوفى سنة ١٧٩هـ)، دار صادر، بيروت.
" المذكرة في أصول الفقه لمحمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ( صاحب أضواء البيان ) المتوفى سنة ١٣٩٣هـ، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، الطبعة الرابعة، ١٤٢٥هـ.
" مراقي السُعُود لمبتغي الرقي والصعود في أصول الفقه لسيدي عبدالله بن الحاج إبراهيم الشنقيطي (المتوفى سنة ١٢٣٠هـ )، راجعه وصحح متنه: د. محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي، دار المنارة، جدة، الطبعة الأولى، ١٤١٦هـ.
" المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (المتوفى سنة ٤٠٥هـ)، تحقيق : مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، ١٤٢٢هـ.
" مسند الإمام أحمد، بيت الأفكار الدولية، الرياض، ١٤١٩هـ.
" مسند الإمام الشافعي، ترتيب الأمير سنجر، تحقيق : ماهر الفحل، غراس للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى، ١٤٢٥هـ.
" مشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم محمد بن حبان البستي ( المتوفى سنة ٣٥٤ هـ )، تحقيق : م. فلايشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت.
" مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي (المتوفى سنة ٤٣٧هـ)، تحقيق : د. حاتم صالح الضامن، دار البشائر، دمشق، الطبعة الأولى، ١٤٢٤هـ.