والخاتمة : وفيها بيان أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة.
وأما الفهارس العامة للبحث : فتشمل مايلي :
١- فهرس الآيات.
٢- فهرس الأحاديث والآثار.
٣- فهرس الأشعار.
٤- فهرس الأعلام.
٥- فهرس الأماكن والقبائل والفرق.
٦- ثبت المصادر والمراجع.
٧- فهرس الموضوعات.
وفي الختام أحمد الله تعالى، وأشكره، وأثني عليه الخير كله على ما مَنَّ به عليَّ، ويسر وأعان على إتمام هذا البحث.
ثم إنه لا يسعني إلا أن أسجل شكري وفائق احترامي وتقديري لأستاذي فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور : زكي بن محمد أبو سريع فرغلي، الذي أشرف على هذه الرسالة، والذي لم يدَّخر وقتاً ولا جهداً في توجيهي وإرشادي، فأشكره شكراً جزيلاً على ما أبداه لي من ملاحظات قيّمة، وتوجيهات سديدة نافعة، أسأل الله تعالى أن يجعل ذلك كله في ميزان حسناته، وأن يمد في عمره على طاعته.
كما أشكر زوجي الفاضل الذي بذل الكثير من وقته وراحته، ولم يبخل في تقديم النصح والمشورة الصادقة والتوجيهات القيّمة لرفع مستوى هذا البحث، فجزاه الله عني خيراً.
كما أوجه شكري الخالص لكل من أعانني على إخراج هذه الرسالة برأي، أو توجيه، أو مشورة، أو إعارة كتاب، فلهم مني عظيم الشكر والتقدير، وأسأل الله لهم السداد والتوفيق وحسن الجزاء.
والشكر موصول إلى سعادة عميد كلية أصول الدين الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشثري، ورئيس قسم القرآن وعلومه : الدكتور بدر بن ناصر البدر، ووكيله وأصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القسم، جزاهم الله عنا خير الجزاء.
وختاماً : فهذا جهد المقل، وإني لأرجو أن أكون قد وُفِّقْتُ إلى ما قصدت من خير، وأن ينفع الله به، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان فيه من خطأ وزلل فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وأستغفر الله تعالى منه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال :(( وقد قدمنا مراراً أن مسمى الإيمان الشرعي الصحيح، والإسلام الشرعي الصحيح هو استسلام القلب بالاعتقاد، واللسان بالإقرار، والجوارح بالعمل، فمؤداهما واحد كما يدل له قوله تعالى: ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [ الذاريات : ٣٥، ٣٦] )) (١).
من هذه الأمثلة وغيرها يظهر جلياً أن الشنقيطي - رحمه الله - كان على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد، صحيح العقيدة سالماً من البدع والأهواء، والله تعالى أعلم(٢).
رابعاً : طلبه للعلم :
كان الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - محباً للعلم، شغوفاً به، ذوهمة عالية في طلبه وتحصيله، فهو لم يقتصر في طلب العلم على فن من الفنون، بل عقد العزم منذ صغره على أن يكون شيخاً في عدد من الفنون، فشمَّر عن ساعد الجد في طلب العلم لأجل ذلك.
وقد بدأ رحمه الله -كما هي عادة طلاب العلم- بحفظ القرآن الكريم، وكان من نعم الله عليه أن أتم حفظه كاملاً وهوابن عشر سنين، ثم تعلم رسم المصحف العثماني، والتجويد إضافة إلى الفقه والأدب، والنحو، والسيرة، وغيرها من العلوم.

(١) المرجع السابق ٥/١٧١.
(٢) ينظر للزيادة : جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف لعبدالعزيز الطويان، وترجمة الشنقيطي لعبدالرحمن السديس ص١٤١ وما بعدها، وكشاف المسائل الفقهية والعقدية في تفسير أضواء البيان، إعداد: عبدالرحمن بن ظافر القشيري، دار المسلم، الرياض - الطبعة الأولى، ١٤١٨هـ، ص١٣٤ - ١٥٩.

ثم قال : والصحيح الأول )) (١).
وأيضاً عند قوله تعالى :﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ ×pt٧ٹإء-B قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ﴾ [ آل عمران : ١٦٥ ].
قال :(( ذكر في هذه الآية الكريمة أن ما أصاب المسلمين يوم أحد إنما جاءهم من قبل أنفسهم، ولم يبين تفصيل ذلك هنا، ولكنه فصله في موضع آخر وهو قوله :﴿ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ #س®Lxm إِذَا فَشِلْتُمْ ِNçFôمu""sYs؟ur فِي حچّBF{$# وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ ك‰ƒحچمƒ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ ك‰ƒحچمƒ nouچ½zFy$# ثُمَّ ِNà٦sùuچ|¹ عَنْهُمْ ِNن٣uٹد=tFِ;uٹد٩ ﴾ [ آل عمران : ١٥٢ ].
وهذا هو الظاهر في معنى الآية ؛ لأن خير ما يبين به القرآن القرآن )) (٢).
وأيضاً عند قوله تعالى :﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ ×or&uچّB$# وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ بe@ن٣د=sù ٧‰دn¨ur مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ (#ûqçR%ں٢ uژnYٍ٢r& مِنْ y٧د٩¨sŒ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ﴾ [النساء: ١٢ ].
قال :(( والتحقيق أن المراد بالكلالة عدم الأصول والفروع... وهذا قول أبي بكر الصديق(٣) - رضي الله عنه - وأكثر الصحابة وهو الحق إن شاء الله تعالى )) (٤).
وأيضاً عند قوله تعالى :﴿ فَإِنْ ِNè؟ِژإاômé& فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾ [البقرة: ١٩٦].
(١) ينظر : أضواء البيان ١/٤٠٢.
(٢) المرجع السابق ١/١٨٥ ومابعدها.
(٣) هو عبدالله بن عثمان وهو أبو قحافة بن عامر القرشي التيمي، أبو بكر الصديق، خليفة رسول الله - ﷺ - وصاحبه في الغار، من السابقين إلى الإسلام، توفي سنة ١٣l.
... ينظر : الاستيعاب لابن عبدالبر ص٤٢٩، وأسد الغابة لابن الأثير ٣/٢٠٤.
(٤) ينظر : أضواء البيان ١/١٩٣.

والقاسمي(١)، وابن عاشور (٢)، وغيرهم.
وقال بعض المفسرين : إنهما بمعنى واحد كندمان ونديم، وجمع بينهما للتأكيد، ومن
القائلين بذلك :
الزجاج (٣)، والبغوي (٤)،
(١) محاسن التأويل للقاسمي، تحقيق : محمد فؤاد عبدالباقي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، ١٣٩٨l، ٢/٦.
... والقاسمي هو : جمال الدين محمد بن سعيد القاسمي، إمام الشام في عصره، كان سلفي العقيدة لا يقول بالتقليد، له مصنفات في التفسير والأدب، توفي سنة ١٣٣٢هـ. ينظر : الأعلام للزركلي ٢/١٣٥.
(٢) التحرير والتنوير لابن عاشور، دار سحنون، تونس ١/ ١٧١، وعزاه إلى الجمهور.
... وابن عاشور هو: محمد الطاهر بن عاشور، رئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة، له مصنفات مطبوعة من أشهرها :( مقاصد الشريعة الإسلامية )، و( أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ) وغيرها، توفي سنة ١٣٩٣هـ.
ينظر : الأعلام للزركلي ٦/١٧٤، وتراجم المؤلفين التونسيين لمحمد محفوظ، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، ١٤١٤هـ، ٣/٣٠٤.
(٣) معاني القرآن وإعرابه للزجاج، تحقيق : د. عبدالجليل شلبي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٨هـ، ١/٤٣.
... والزجاج هو : إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج النحوي، أبو إسحاق، كان من أهل العلم بالأدب والدين، وصنف كتاباً في ( معاني القرآن )، وله كتاب ( الأمالي )، وكتاب ( الاشتقاق )، و(العروض ) وغيرها، توفي سنة ٣١١هـ.
... ينظر : إنباه الرواة على أنباء النحاة لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي ( المتوفى سنة ٦٤٦l ) تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، الطبعة الثانية، ١٤٢٦هـ، ١/١٩٤، ووفيات الأعيان لابن خلكان ١/٤٩.
(٤) معالم التنزيل للبغوي، تحقيق : خالد عبدالرحمن العك ومروان سوار، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، ١٤٠٦هـ، ١/٣٨.
... والبغوي هو : الحسين بن مسعود بن محمد، أبو محمد البغوي، الفقيه الشافعي، يلقب بمحيي السنة، كان إماماً في التفسير والحديث والفقه، وله من التصانيف: (معالم التنزيل ) في التفسير، و ( شرح السنة ) في الحديث، و( التهذيب ) في الفقه، توفي سنة ٥١٦ l.
... ينظر : طبقات المفسرين للسيوطي ص ٥٠، وطبقات المفسرين للأدنه وي ص ١٥٨.

٥- أنه القرآن ؛ أي آتينا موسى الكتاب ومحمداً الفرقان (١).
ترجيح الشنقيطي - يرحمه الله - :
[ قوله تعالى :﴿ وَإِذْ $sY÷ s؟#uن مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ ِNن٣¯=yès٩ tbrك‰tG÷ksE ﴾.
الظاهر في معناه أن الفرقان هو الكتاب الذي أوتيه موسى، وإنما عطف على نفسه؛ تنزيلاً لتغاير الصفات منزلة تغاير الذوات؛ لأن ذلك الكتاب الذي هو التوراة موصوف بأمرين :
أحدهما : أنه مكتوب، كتبه الله لنبيه موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -.
والثاني : أنه فرقان، أي فارق بين الحق والباطل، فعطف الفرقان على الكتاب، مع أنه هو نفسه نظراً لتغاير الصفتين، كقول الشاعر(٢):
إلى الملك القرم(٣) وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
بل ربما عطفت العرب الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظ فقط، فاكتفوا بالمغايرة في اللفظ، كقول الشاعر(٤) :
إني لأَعْظُمُ في صَدْرِ الكَمِيِّ(٥) على ما كان فيَّ من التجْدِيرِ(٦) والْقِصَرِ
والقصر هو التجدير بعينه.
(١) ينظر : زاد المسير في علم التفسير لأبي الفرج جمال الدين عبدالرحمن بن الجوزي البغدادي ( المتوفى سنة ٥٩٧هـ )، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة، ١٤٠٧هـ، ١/٨١.
(٢) البيت غير منسوب، ورد في الكشاف للزمخشري ١ / ١٣٣، وفي خزانة الأدب للبغدادي ١/٤٢٩.
(٣) القَرْمُ من الرجال : السيِّد الْمُعَظَّم.
ينظر : لسان العرب لابن منظور ٦/٣٦٠٤ (قرم)، ومختار الصحاح للرازي ص ٥٣٢ (ق ر م).
(٤) البيت غير منسوب، ورد في لسان العرب لابن منظور ١/٥٦٧ (جدر).
(٥) الكَمِيُّ : الشجاع المتكَمِّي في سلاحه ؛ لأنه كَمَى نفسه، أي: سترها بالدِّرع والبَيْضَةِ، والجمع الكُماةُ.
ينظر : لسان العرب لابن منظور ٧/٣٩٣٤ (كمى)، ومختار الصحاح للرازي ص ٥٧٩ (ك م ى).
(٦) التجدير : القصَرُ، ولا فعل له.
... ينظر : لسان العرب لابن منظور ١/٥٦٧ (جدر).

وقال: ((لو كانت الواو في قوله: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ ﴾ [ آل عمران: ٧] للنسق لم يكن لقوله: ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: ٧] فائدة))(١)، والقول بأن الوقف تام على قوله: ﴿ إلاّ الله ﴾، وأن قوله :﴿ وَالرَّاسِخُونَ ﴾ ابتداء كلام هو قول جمهور العلماء للأدلة القرآنية التي ذكرنا.
واحتج القائلون بأن الواو عاطفة بأن الله - سبحانه وتعالى - مدحهم بالرسوخ في العلم، فكيف يمدحهم بذلك وهم جهال.. ؟
قال القرطبي :(( قال شيخنا أبو العباس أحمد بن عمر(٢): هذا القول هو الصحيح فإن تسميتهم راسخين يقتضي أنهم يعلمون أكثر من المحكم الذي يستوي في علمه جميع من يفهم كلام العرب، وفي أي شيء هو رسوخهم إذا لم يعلموا إلاّ ما يعلم الجميع )) (٣) انتهى منه بلفظه.
ثم قال الشنقيطي : يجاب عن كلام شيخ القرطبي المذكور بأن رسوخهم في العلم هو السبب الذي جعلهم ينتهون، حيث انتهى علمهم، ويقولون فيما لم يقفوا على علم حقيقته من كلام الله جل وعلا :﴿ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [ آل عمران : ٧ ] بخلاف غير الراسخين، فإنهم يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وهذا ظاهر.
وممن قال بأن الواو عاطفة الزمخشري(٤) في تفسيره الكشاف. والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أسلم ](٥).
(١) ينظر : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٤/١٦، وفتح القدير للشوكاني ١/٣١٥.
(٢) أحمد بن عمر بن إبراهيم، أبو العباس الأنصاري القرطبي، فقيه مالكي، من رجال الحديث، يعرف بابن المزين، من كتبه ( المفهم لما أشكل من صحيح مسلم ) و ( اختصار صحيح البخاري ) وغيرها، توفي في الإسكندرية سنة ٦٥٦هـ.
... ينظر : شذرات الذهب لابن العماد ٥/٤٠٦، والأعلام للزركلي ١/١٨٦.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٤/١٦.
(٤) الكشاف ١/٤١٣.
(٥) ينظر: أضواء البيان ١/١٦٩-١٧١.

وأما القول بأن المراد بالآية : إن خشيتم ألا تقسطوا في زواج اليتيمات، فتحرجتم من ظلم اليتامى، فاخشوا أيضاً، وتحرجوا من ظلم النساء بعدم العدل بينهن، فليس ببعيد ومعنى الآية يحتمله، وقد قال به جماعة من المفسرين.
وأما قول من قال: إن المراد بالآية : إن خفتم الذنب في مال اليتيم فخافوا ذنب الزنا، فانكحوا ما طاب لكم من النساء، ولا تقربوا الزنا، فهو بعيد جداً عن ظاهر الآية، وقال عنه الشنقيطي :(( وهذا أبعد الأقوال فيما يظهر )).
والقول بأن المراد : أن أولياء اليتامى كانوا يتزوجون النساء بأموال اليتامى، فلما كثر النساء مالوا على أموال اليتامى، فقصروا على الأربع حفظاً لأموال اليتامى، لا يظهر كل الظهور. والله تعالى أعلم.
٢- المراد بالكلالة في قوله تعالى :﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً ﴾
قال تعالى :﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ﴾ [النساء: ١٢] هذه الآية الكريمة فيها مسألتان:
المسألة الأولى:...
قوله تعالى :﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً ﴾
اختلف العلماء في المراد بالكلالة على ثلاثة أقوال:
١- أنها عدم الأصول والفروع، أي من لا والد له ولا ولد.
٢- أنها من لا ولد له.
٣- أنها من عدا الوالد، أي من بقي ولده ولا والد له(١).
ترجيح الشنقيطي -يرحمه الله-:
[ قوله تعالى :﴿ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ﴾
(١) ينظر: النكت والعيون للماوردي ١/٤٦٠، وزاد المسير لابن الجوزي ٢/٣٠.

والنسائي(١) عن قتيبة (٢) أربعتهم عن مالك به.
قالوا : فإذا كان أصل الصلاة في السفر اثنتين فكيف يكون المراد بالقصر هنا قصر الكمية؟ لأن ما هو الأصل لا يقال فيه: ﴿ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ÷ ﴾.
وأصرح من ذلك دلالة على هذا ما رواه الإمام أحمد (٣)، حدثنا وكيع (٤)،
وسفيان(٥)، وعبدالرحمن(٦)
(١) أخرجه النسائي في السنن الصغرى، كتاب الصلاة، باب ( كيف فرضت الصلاة )، رقم ( ٤٥٦ ) ص ٢١١٦ بنحوه.
(٢) هو قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي، أبو رجاء البلخي، ثقة ثبت صدوق، هو آخر من سمع من ابن لهيعة، مات سنة ٢٤٠هـ.
... ينظر: تهذيب الكمال للمزي ٦/١٠٥، وتقريب التهذيب لابن حجر ص ٣٨٩.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند رقم (٢٥٧) ص٦٠.
(٤) هو وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي، ثقة حافظ عابد، مات سنة ١٩٦هـ.=
=... ينظر: تهذيب الكمال للمزي ٧/٤٦١، وتقريب التهذيب لابن حجر ص٥١١، وطبقات المفسرين للداودي ص٥٣٩.
(٥) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبدالله الكوفي، محدِّث زمانه، كان عالماً فقيهاً زاهداً، حافظاً متقناً، توفي سنة ١٦١هـ. ينظر : تهذيب الكمال للمزي ٣/٢١٧، وتقريب التهذيب لابن حجر ص١٨٤، وطبقات الحفاظ للسيوطي ص١٠٤.
(٦) عبدالرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي، أبو الأشعث، من أفاضل أهل الكوفة، روى عن أبيه وجماعة من التابعين، توفي سنة ١٤٧هـ.
... ينظر : الطبقات الكبرى لأبي عبدالله محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري (المتوفى سنة ٢٣٠ l)، دار صادر، بيروت، ٦ / ٣٥٦، ومشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم محمد بن حبان البستي المتوفى سنة ٣٥٤هـ، تحقيق : م. فلايشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت، ١/١٦٥.

محتجاً
بأنه لا فائدة لذكره إلا التخصيص(١).
وأجيب من قبل الجمهور بأن مفهوم اللقب ليس بحجة، وفائدة ذكر البعض نفي احتمال إخراجه من العام، والصعيد في اللغة(٢) وجه الأرض، كان عليه تراب، أو لم يكن، قاله الخليل، وابن الأعرابي(٣)، والزجاج(٤).
قال الزجاج :(( لا أعلم فيه خلافاً بين أهل اللغة )) (٥)، قال الله تعالى :﴿ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ﴾ [الكهف: ٨]، أي : أرضاً غليظة لا تنبت شيئاً، وقال تعالى :﴿ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ﴾ [الكهف: ٤٠] ] (٦).
فالراجح عند الشنقيطي -يرحمه الله- في قوله تعالى :﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ﴾ أن من: لابتداء الغاية، أي : مبدأ ذلك المسح من الصعيد الطيب، فلا يتعين ما له غبار؛ بدلالة السياق القرآني في قوله تعالى بعد ذلك :﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾ كما استدل بما أخرجه الشيخان من حديث جابر المتقدم.
دراسة الترجيح:
ذهب بعض المفسرين إلى أن: (من) في قوله تعالى: ﴿ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ﴾ لابتداء الغاية، أي مبدأ ذلك المسح من الصعيد الطيب، فلا يتعين ما له غبار، ومن القائلين بذلك :
(١) ينظر: روضة الناظر لابن قدامة ٢/٧٠٦، والإحكام في أصول الأحكام للآمدي ٢/٢٥٢، وإرشاد الفحول للشوكاني ١/٤٥١.
(٢) ينظر: تهذيب اللغة للأزهري ٢ / ٧ وما بعدها ( صعد )، والصحاح للجوهري ٢ / ٩٢ ( صعد )، ولسان العرب لابن منظور ٤ / ٢٤٤٦ ( صعد )، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، ص ٢٦٦ (ص ع د).
(٣) ينظر : تهذيب اللغة للأزهري ٢/٨ (صعد)، ولسان العرب لابن منظور ٤/٢٤٤٦ وما بعدها، (صعد).
(٤) معاني القرآن وإعرابه ٢/٥٦.
(٥) المرجع السابق ٢/٥٦.
(٦) أضواء البيان ١/٢٧٥-٢٧٧.

ذهب أكثر المفسرين إلى أن المراد بقوله :﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ﴾ أي : وهو الإله المعبود في السماوات وفي الأرض، وممن اختار هذا القول من المفسرين:
الزجاج(١)، وابن عطية(٢)، والقرطبي(٣)، وابن جزي(٤)، وابن كثير(٥)، والشوكاني(٦)، والقاسمي(٧)، والسعدي(٨).
وذهب بعضهم إلى أن المراد : وهو الله يعلم سركم في السموات وفي الأرض، واختار هذا القول من المفسرين :
النحاس(٩)، ومال إليه ابن الأنباري(١٠)، والعكبري(١١).
وقال البعض: إن الوقف تام على قوله: ﴿ فِي N؛uq"yJ، ،٩$# ﴾، وقوله: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ ﴾ يتعلق بما بعده، أي يعلم سركم وجهركم في الأرض، واختار هذا القول : الطبري(١٢).
تحرير المسألة:
(١) معاني القرآن وإعرابه ٢/٢٢٨.
(٢) المحرر الوجيز ٢/٢٦٧.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٧/١١.
(٤) التسهيل ٢/٢.
(٥) تفسير القرآن العظيم ٢/١٩٩.
(٦) فتح القدير ٢/٩٩.
(٧) محاسن التأويل ٦/٤٥٩.
(٨) تيسير الكريم الرحمن ص٢١٢.
(٩) إعراب القرآن ٢/٥٦.
(١٠) البيان في غريب إعراب القرآن ١/٢٦٦.
(١١) التبيان في إعراب القرآن ص١٣٩.
(١٢) جامع البيان ١١/٢٦١.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ اثرثب... ٢٨٢... ٣٦٠، ٣٦١
سورة آل عمران
﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧) ﴾... ٧... ٤٨، ١٥٣، ١٥٤، ١٥٥، ١٥٦، ١٥٧، ١٥٨، ١٥٩، ١٦٠
﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (١٢) ﴾... ١٢... ١٧٦
﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥) ﴾... ٥٥... ٤٨، ١٦١، ١٦٢


الصفحة التالية
Icon