الثاني: موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالا، إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقًا أو تقديرًا كما في قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ١ فقراءة حذف الألف تحتمل اللفظ تحقيقًا، وقراءة إثبات الألف تحتمله تقديرًا، وتكون القراءة ثابتة في بعض المصاحف العثمانية دون بعض مثل قوله تعالى: ﴿جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ﴾ ٢ في الموضع الأخير من سورة التوبة بزيادة لفظ "مِنْ" لثبوته في المصحف المكي دون غيره من المصاحف.
الثالث: صحة سندها بتواتر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وقد ثبت عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- قوله: "القراءة سنة متبعة"٣.
وإلى هذه الأركان الثلاثة يشير الإمام ابن الجزري في طيبة النشر بقوله:
فكل ما وافق وَجْهَ نَحْوِ | وكان للرسم احتمالا يَحْوي |
وصح إسنادًا هو القرآنُ | فهذه الثلاثةُ الأركانُ |
وحيثما يختلُّ ركنٌ أثبتِ | شذوذه لو أنه في السَّبْعَةِ |
١ سورة الفاتحة: ٤.
٢ سورة التوبة: ١٠٠.
٣ انظر: الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، "ج١: ص٢١١" حيث يقول: أخرج سعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت قال: "القراءةُ سنةٌ مُتَّبَعَةٌ".
٢ سورة التوبة: ١٠٠.
٣ انظر: الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، "ج١: ص٢١١" حيث يقول: أخرج سعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت قال: "القراءةُ سنةٌ مُتَّبَعَةٌ".
٧- مراتب القراءة:
للقراءة ثلاث مراتب: الترتيل، والتَّدْوير، والْحَدْر:
أما التَّرتيل: فهو قراءة القرآن الكريم بِتُؤَدَةٍ وطُمأنينة مع تدبر المعاني ومراعاة