لأنه يختص بمعرفته العالم بأحكام التجويد فقط، ويخفى على عامة الناس.
مثال ذلك: ترك الإظهار أو الإدغام أو الإخفاء، وبالجملة ترك أحكام التجويد في أثناء القراءة.
وحكم هذا القسم:
التحريم على الراجح إن تعمده القارئ أو تساهل فيه، وقيل بالكراهة١ وقد خصه بعضهم بعدم ضبط مقادير المدود بالنقص أو الزيادة أو عدم المساواة بينها، وقلة المهارة في تحقيق الصفات، وتطبيق الأحكام كزيادة التكرير في الراءات وتطنين النونات وتغليظ اللامات في غير محل التغليظ ونحو ذلك٢.
وإلى هذا كله يشير العلامة المحقق الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنودي بقوله٣.

اللحنُ قسمانِ جليٌّ وخفي كلٌّ حرامٌ معْ خلافٍ في الخفي
أما الجليُّ فهْوَ مبنىً غُيِّرا ثمَّ الخفيُّ ما على الوصْفِ طَرَا
وواجبٌ شرعًا تجنُّبُ الجَلِيّ وواجبُ صناعةٍ تركُ الخفيّ
ولقد أعجبني في هذا المقام قول الإمام ابن الجزري في النَّشْر:
"والناس في ذلك بين محسن مأجور، ومسيء آثم أو معذور؛ فمن قدر على تصحيح كلام الله -تعالى- باللفظ الصحيح، العربي الفصيح، وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي، استغناء بنفسه، واستبدادًا واتكالا على ما ألف من حفظه، واستكبارًا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه؛ فإنه مقصِّرٌ بلا شك، وآثم بلا ريب، وغاشٌ بلا مِرْيَة، فقد ثبت عن أبي رقية تميم بن أوس الدَّاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "الدينُ النصيحةُ"، قلنا لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم. أما من كان
١ انظر: العميد في أحكام التجويد، ص٩.
٢ من كتاب "قواعد التجويد" للدكتور: عبد العزيز القاري: ص٢٨.
٣ انظر: كتاب "موازين الأداء في التجويد والوقف والابتداء" مخطوط.


الصفحة التالية
Icon