"وما رأيت في العالم أكرمَ منه، ولا أفرغَ منه عن الدينار والدرهم، لا يذكره، ولا أظنه يدور في ذهنه، وفيه مرؤة، وقيام مع أصحابه، وسعي في مصالحهم، وهو فقير لا مال له"(١).
وقد رُزق – رحمه الله – ذكاءً خارقاً، وحافظة عجيبة، فنبغ مبكراً، وفاق الأقران، وأدهش الناس، ومازال صبياً، وقد ناظر وهو دون البلوغ، وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره، فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار، وأفتى في سن السابعة عشرة من عمره، وبدأ التأليف وهو في تلك السن أيضاً، ودرَّس وهو في الحادية والعشرين من عمره، وذلك في مدرسة الحديث السُّكَّرية، خلفاً لأبيه بعد وفاته.
قال عنه ابن سيَّد الناس(٢) :" ألفيتُه ممن أدرك من العلوم حظاً، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظاً، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث فهو صاحب علمه، وذو روايته، أو حاضر بالنحل والملل لم يُرَ أوسع من نحلته، ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عينُ من رآه مثله، ولا رأت عينُه مثلَ نفسه " (٣).
(٢) هو محمد بن محمد بن أحمد بن سيد الناس الربعي، أبو الفتح، فتح الدين، محدث مؤرخ عالم بالأدب، ولد بالقاهرة سنة ٦٧١هـ، وتوفي بها سنة ٧٣٤هـ، من مؤلفاته : عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، وبشرى اللبيب في ذكرى الحبيب. انظر : الدرر الكامنة ٤/٢٧٩، وفوات الوفيات ٣/٢٨٧.
(٣) الرد الوافر ص٥٨، والعقود الدرية ص١١، والذيل على طبقات الحنابلة ٢/٣٩.
واختاره ابن عطية أيضاً، وقال :" والزور عام في الكذب والكفر، وذلك أن كل ما عدا الحق فهو كذب وباطل وزور "، وذكر حديث :" عدلت شهادة الزور... " ثم قال :" والزُّور مشتقٌ من الزَّوْر وهو الميل، ومنه في جانب فلان زور، ويظهر أن الإشارة إلى زور أقوالهم في تحريم وتحليل، مما كانوا قد شرعوه في الأنعام " (١)، واختاره أيضاً ابن حجر(٢)، والشوكاني(٣)، والسعدي(٤)، والشنقيطي(٥).
وهو الراجح – والله تعالى أعلم – وبه تجتمع الأقوال، وتحمل هذه الأقوال على أنها من باب ذكر المثال، لا التخصيص والحصر ؛ فإن الزور هو الكذب، وشهادة الزور، وقول الشرك، وتحريم ما أحل الله، كل ذلك من الكذب.
سورة الحج : الآية ٤٠
قال تعالى :(٦).
اختار شيخ الإسلام أن المراد بالمساجد في الآية هي مساجد المسلمين.
قال رحمه اللَّه عند هذه الآية :" والمساجد للمسلمين وليس المراد بها كنائس النصارى ؛ فإنها البيع " (٧).
الدراسة :
اختلف المفسرون في المراد بالمساجد في الآية على قولين :
القول الأول : ذهب عامة المفسرين(٨) إلى أن المراد بالمساجد في الآية هي مساجد المسلمين ؛ وبه قال ابن عباس - رضي اللَّه عنهما -(٩)، وقتادة، ورفيع(١٠)، ومجاهد(١١).
(٢) انظر : فتح الباري ٥/٣٢٢.
(٣) فتح القدير ٣/٦٣٩.
(٤) تيسير الكريم الرحمن ص٥٣٩.
(٥) أضواء البيان ٥/٦٨٩.
(٦) سورة الحج : الآية ٤٠.
(٧) الجواب الصحيح ٢/٢١٤.
(٨) انظر : تفسير السمرقندي ٢/٣٩٦، والواحدي ٣/٢٧٣، والماوردي ٤/٣٠، والزمخشري ٣/٣٤، وأبي حيان ٦/٣٤٧، والنسفي ٢/١١٧، والألوسي ١٧/١٦٣.
(٩) تفسير ابن أبي حاتم ٨/٢٤٩٧، وانظر : تفسير ابن الجوزي ٥/٢٩٩.
(١٠) تفسير ابن جرير ٩/١٦٦.
(١١) تفسير ابن كثير ٣/٢٣٦.
القول الخامس : أن هذا الحكم مؤسس على الغالب، والمعنى أن غالب الزناة لا يرغب إلا في الزواج بزانية مثله، وغالب الزواني لا يرغبن إلا في الزواج بزان مثلهن، والمقصود زجر المؤمنين عن نكاح الزواني بعد زجرهم عن الزنا(١)، ورجحه الشوكاني(٢).
ويناقش بالمنع، بل الزاني لا يرغب في الزانية، ويخشى من خيانتها(٣).
وهذه الأقوال الثلاثة ضعيفة كما ترى، وأمّا القولان الأوليان فهما قويان، لكنْ يرد على كل واحد منهما اعتراض ظاهر كما مرَّ، ولذلك لم يترجح لي واحد منهما، والله أعلم.
(٢) تفسيره ٤/٨.
(٣) انظر : أحكام القرآن لابن العربي ٣/١٣٣١.
قال – رحمه الله – :" وأما الاستثناء فهو متناول لمن في الجنة من الحور العين، فإن الجنة ليس فيها موت، ومتناول لغيرهم، ولا يمكن الجزم بكل من استثناه الله ؛ فإن الله أطلق في كتابه.. وقد ثبت في الصحيح أن النبي - ﷺ - قال :" إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى آخذاً بساق العرش فلا أدري هل أفاق قبلي أم كان ممن استثناه الله ؟ " (١) وهذه الصعقة قد قيل إنها رابعة، وقيل إنها من المذكورات في القرآن.
وبكل حال : النبي - ﷺ - قد توقف في موسى وهل هو داخل في الاستثناء فيمن استثناه الله أم لا ؟ فإذا كان النبي - ﷺ - لم يخبر بكل من استثنى الله : لم يمكنا نحن أن نجزم بذلك وصار هذا مثل العلم بوقت الساعة وأعيان الأنبياء وأمثال ذلك مما لم يخبر به، وهذا العلم لا ينال إلا بالخبر. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم " (٢).
الدراسة :
اختلف المفسرون فيمن استثناهم الله في هذه الآية من أن ينالهم الفزع على أقوال :
القول الأول : أنهم الشهداء ؛ وبه قال أبو هريرة(٣)، وسعيد بن جبير(٤)، وروي مرفوعاً إلى النبي - ﷺ - (٥)، واختاره ابن جرير(٦).
قال ابن عطية :" وتظاهرت الروايات بأن الاستثناء في هذه الآية إنما أريد به الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وهم أهل للفزع لأنهم بَشَر، لكن فضلوا بالأمن في ذلك اليوم " (٧).
(٢) مجموع الفتاوى ٤/٢٦١.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٨/١٣٥ [ ط التركي ]، وعزاه السيوطي في الدر ٥/٢٢١ أيضاً لسعيد بن منصور.
(٤) أخرجه النحاس في معاني القرآن ٥/١٤٩.
(٥) أخرجه ابن جرير ١٨/١٣٢، ١٣٣، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٣٠، عن أبي هريرة، وفيه راوٍ مجهول.
(٦) تفسيره ١٨/١٣٥ ط التركي.
(٧) تفسيره ١٢/١٣٦.
والراجح – والله تعالى أعلم – ما ذهب إليه شيخ الإسلام وغيره من المحققين من أن القول السديد المذكور في الآية يعمُّ كل قول سديد، والسَّديْدُ من الأقوال هو الصواب وإصابة القصد(١)، وعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف من المعاني المذكورة على أنها من باب ذكر المثال، وليس مرادهم قصر المعنى على ذلك والله أعلم.
قال القرطبي بعد أن ذكر الأقوال في المراد بالقول السديد :" والقول السداد يعمُّ الخيرات ؛ فهو عام في جميع ما ذكر وغير ذلك " (٢).
وقال ابن كثير :" والكلُّ حقٌ " (٣).
وقال ابن عاشور :" السديد الذي يوافق السداد، والسدادُ : الصوابُ والحقُّ، ومنه تسديد السهم نحو الرميَّة أي عدم العدول به عن سمتها بحيث إذا اندفع أصابها، فشمل القولُ السديد الأقوالَ الواجبة والأقوالَ الصالحة النافعة " (٤).
واختار هذا القول أيضاً الألوسي(٥)، والسعدي(٦).
(٢) تفسير القرطبي ٤/١٦٢.
(٣) تفسير ابن كثير ٣/٥٢٩.
(٤) التحرير والتنوير ٢٢/١٢٢.
(٥) تفسيره ٢٢/٩٥.
(٦) تفسيره ص٦٧٣.
وأجيب بأنه ليس هناك ما يمنع أن يكون إسحاق حينئذٍ قد ولد له ولد(١)، وقال بعضهم يجوز أن يُؤمر بذبحه، وقد عَلم الله تعالى أنه يُولد له ؛ لأنه يجوز أن يحييه تعالى بعد ذلك(٢)، وفيه بعد.
٣ - ما ورد أن رسول الله - ﷺ - لمَّا دخل الكعبة رأى قَرْني الكَبْش – الذي فُدي به إسماعيل – فأمر بتخميرهما(٣)، ولو كان الذبيحُ إسحاق لوقع ببيت المقدس(٤).
قال ابن كثير :" وهذا دليل مستقل على أنه إسماعيل، فإن قريشاً توارثوا قَرني الكبش الذي فُدي به خَلَفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل إلى أن بعث الله رسوله - ﷺ - " (٥).
وقد نُقل الإجماع على أن الذَّبح كان بمكة، ولم يرد أن إسحاق - عليه السلام - دخل الحجاز(٦).
وأجيب بعدم التسليم بأن الذبح كان بمكة، بل كان في الشام، ولا مانع من نَقْل قَرني الكبش إلى مكة(٧).
(٢) قاله النحاس ٦/٥٠.
(٣) أخرجه أحمد ٤/٦٨، وأبو داود ٢/٥٢٦ ح٢٠٣٠، كتاب المناسك، باب دخول البيت، وعبد الرزاق في المصنف ٥/٨٨ عن صفية بنت شيبة، عن امرأة من بنى سليم، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ١/٣٨١، ، واستدل به الثعلبي ٨/١٥٣، وذكر أن القرنيين احترقا في أيام ابن الزبير، واستدل به أيضاً الزمخشري ٣/٣٠٨، وابن كثير ٤/١٨ وغيرهم.
(٤) ذكره القرطبي ١٥/٦٨، وانظر : زاد المعاد ١/٧٤، وقد استدل به شيخ الإسلام كما تقدم، وغيره.
(٥) تفسيره ٤/١٩، وانظر : البداية والنهاية ١/١٥٨.
(٦) ذكره شيخ الإسلام، كما تقدم.
(٧) وبه أجاب ابن جرير ١٠/٥١٥، وقال النحاس في المعاني :" وهذا – أن الذَّبْح كان بمنى – لا يلزم، روي عن ابن عباس أنه قال : كان الذبح بالشام، وذكره عن عبيد بن عمير "، وانظر : القرطبي ١٥/٦٨.
قال – رحمه الله – عند هذه الآية :" فإن المتأخرين وإن كان فيهم من حرَّف، فقال : بقبضته : بقدرته، وبيمينه : بقوته، أو بقَسَمِهِ، أو غير ذلك، فقد استفاضت الأحاديث الصحيحة التي رواها خيارُ الصحابة، وعلماؤهم بما يوافق ظاهر الآية، ويفسِّر المعنى، كحديث أبي هريرة المتفق عليه، وحديث عبدالله بن عمر المتفق عليه، وحديث ابن مسعود في قصة الحبر المتفق عليه، وحديث ابن عباس الذي رواه الترمذي وصححه(١) وغير ذلك، وكذلك أنه خلق آدم بيديه، وغير ذلك " (٢).
وقال – رحمه الله – عند هذه الآية :" وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - أنه قال :" يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ " (٣).
" وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي ص٤١١.
(٢) التسعينية ٣/٩١٣.
(٣) أخرجه البخاري ١١/٤٥١ ح٦٥١٩، كتاب الرقاق، باب يقبض الله الأرض يوم القيامة، ومسلم ٤/٢١٤٨ ح٢٧٨٧، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
القول الخامس : أنه على وجه الحكاية لما رآه النبي - ﷺ - في المنام أن قائلاً أو ملكاً يقول : لَتَدْخُلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين(١).
القول السادس : أنه يعود إلى الأمن والخوف، فأمَّا الدخول فلا شك فيه(٢).
وقال بعضهم الآية فيها تقديم وتأخير، والتقدير : لتدخُلن المسجد الحرام آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون ان شاء الله(٣).
وضعَّف هذا القول شيخ الإسلام كما تقدم، وبيَّن أن الله – تعالى – يعلم أنهم يدخلونه آمنين أو خائفين، وقد أخبر أنهم يدخلونه آمنين.
كما ضعَّفه أن عطية، وقال :" ولا فرق بين الاستثناء من أجل الأمن أو من أجل الدخول ؛ لأن الله – تعالى – قد أخبر بهما " (٤).
القول السابع : أن بمعنى ( إذْ )، أي : إذْ شاء الله، قاله أبو عبيدة، وابن قتيبة(٥).
وقد ردَّ هذا القولَ النحاسُ، وقال :" وهذا قول لا يعرّج عليه، ولا يَعْرِفُ أحد من النحويين بمعنى ( إذْ )، وإنما تلك ( أَنْ ) فَغَلط، وبينهما فصْل في اللغة والأحكام، عند الفقهاء والنحويين " (٦).
وقال ابن عطية :" وهذا حسن في معناه، ولكن كون بمعنى ( إذْ ) غير موجود في لسان العرب " (٧).
(٢) انظر : تفسير الثعلبي ٩/٦٤، وابن الجوزي ٧/١٧٢.
(٣) ذكره السمعاني في تفسيره ٥/٢٠٨.
(٤) تفسيره ١٥/١٢٠، وضعه بذلك أبو حيان في تفسيره ٨/١٠٠.
(٥) ذكره عنهما ابن الجوزي ٧/١٧٢ وغيره، ولم أجده في التأويل والمجاز.
(٦) إعراب القرآن ٥/٢٠٤.
(٧) تفسيره ١٥/١٢٠، وضعَّفه أيضاً القرطبي ١٦/١٩١.
واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى في الآية :.
قال الإمام محمد بن نصر المروزي :" وغير جائز أن يخبر الله عن من أتى بالإسلام الذي هو دين الله الذي لا يقبل ديناً غيره، ولا يقبل عملاً إلا به، أن الإيمان لم يدخل قلبه ؛ لأن من لم يدخل الإيمان في قلبه، وهو كافر بالله، فكيف يكون كافراً بالله مسلماً لله، هذا من المحال الذي لا يجوز أن يكون، فثبت بما ذكرناه، أن قوله : إنما هو استسلمنا للناس، مخافة السبي والقتل " (١).
وتقدم جواب شيخ الإسلام عن أدلتهم.
قال الشنقيطي :" ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن هؤلاء الأعراب
- وهم أهل البادية من العرب – قالوا : ، وأن الله – جل وعلا – أمر نبيه أن يقول لهم : ، وهذا يدل على نفي الإيمان عنهم، وثبوت الإسلام لهم.
وذلك يستلزم أن الإيمان أخص من الإسلام ؛ لأن نفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم.
وقد قدمنا مراراً أن مسمى الإيمان الشرعي الصحيح، والإسلام الشرعي الصحيح هو استسلام القلب بالاعتقاد، واللسان بالإقرار، والجوارح بالعمل، فمؤداهما واحد كما يدل له قوله تعالى :(٢).
وإذا كان كذلك فإنه يحتاج إلى بيان وجه الفرق بين الإيمان والإسلام في هذه الآية الكريمة ؛ لأن الله نفى عنهم الإيمان دون الإسلام، ولذلك وجهان معروفان عند العلماء، أظهرهما عندي أن الإيمان المنفي عنهم في هذه الآية هو مسماه الشرعي الصحيح، والإسلام المثبت لهم فيها هو الإسلام اللغوي الذي هو الاستسلام والانقياد بالجوارح دون القلب.
وإنما ساغ إطلاق الحقيقة اللغوية هنا على الإسلام مع أن الحقيقة الشرعية مقدمة على اللغوية على الصحيح ؛ لأن الشرع الكريم جاء باعتبار الظاهر، وأن توكل السرائر إلى الله.
(٢) سورة الذاريات : الآية ٣٥ – ٣٦.
قال – رحمه الله – عند هذه الآية :" قد قيل : إنها تقول(١) : أي : ليس فيَّ محتمل للزيادة، والصحيح أنها تقول : على سبيل الطلب، أي : هل من زيادة تزاد فيَّ، والمزيد ما يزيده الله فيها من الجن والإنس ؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - ﷺ - أنه قال :" لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه، وُيروى : عليها قدمه فينْزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط ". فإذا قالت : حسبي حسبي، كانت قد اكتفت بما ألقي فيها، ولم تقل بعد ذلك بل تمتلئ بما فيها لانزواء بعضها إلى بعض ; فإن الله يضيقها على من فيها لسعتها فإنه قد وعدها ليملأنها من الجنة والناس أجمعين، وهي واسعة فلا تمتلئ حتى يضيقها على من فيها ".
قال :" وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنة، فبين أن الجنة لا يضيقها سبحانه بل ينشئ لها خلقاً فيدخلهم الجنة ؛ لأن الله يدخل الجنة من لم يعمل خيراً ; لأن ذلك من باب الإحسان، وأما العذاب بالنار فلا يكون إلا لمن عصى فلا يعذب أحداً بغير ذنب، والله أعلم " (٢).
الدراسة :
اختلف المفسرون في قوله تعالى : هل هذا الاستفهام على سبيل الإنكار، أم هو على سبيل الطلب على قولين :
القول الأول : أن النار تقول ذلك على سبيل الطلب، أي : هل من زيادة تزاد فيَّ.
(٢) مجموع الفتاوى ١٦/٤٦، وانظر ١٨/١٤١، ومنهاج السنة ٥/١٠٠.
ثم بيّن أن هذه الأقوال الأربعة هي قول من عرف أن الآية عامة، فأراد أن يفسرها بعبادة تعم الإنس والجن، واعتقد أنه إن فسرها بالعبادة المعروفة وهي الطاعة لله والطاعة لرسوله، لزم أن تكون واقعة منهم، ولم تقع ففسروها بغير المراد بها.
ثم ذكرالقول السادس في تفسير الآية قال : وهو الذي عليه جمهور المسلمين أن الله خلقهم لعبادته، وهو فعل ما أمروا به، ولهذا يحتج المسلمون قديماً وحديثاً بهذه الآية على هذا المعنى في وعظهم وتذكيرهم.
ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى :(١)، وقوله :(٢)، ثم ذكر من قال بذلك من السلف، وما يدل لهذا القول من الكتاب والسنة، وقال :" فهذا هو المعنى الذي قصد بالآية قطعاً وهو الذي تفهمه جماهير المسلمين، ويحتجون بالآية عليه ".
ثم بيّن أن أهل السنة المثبتين للقدر يقولون : قوله تعالى : ، لا يستلزم وقوع العبادة منهم، كما قال أصحاب الأقوال المتقدمة، ولا يستلزم نفي المقدور أن يكون في ملكه ما لا يشاء، أو يشاء ما لا يكون كما قالت القدرية، بل يقولون لم يقع ما خلقهم له لكونه يشاء ما لا يكون، ويكون ما لا يشاء...
(٢) سورة التوبة : الآية ٣١.
ورجح ابن جرير أن الكتاب المكنون اللوح المحفوظ، وأن المطهرين عام يشمل الملائكة والرسل والأنبياء وكل من كان مطهراً من الذنوب(١).
وهنا مسألة، يستدل لها أهل العلم بهذه الآية، وهي : حكم الطهارة لمس المصحف :
ذهب عامة أهل العلم إلى أنه لا يجوز للمحدث حدثاً أكبر أن يمس المصحف، ولم يخالف في ذلك سوى أهل الظاهر(٢).
وأما المحدث حدثاً أصغر، فقد ذهب أيضاً أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين،
والفقهاء السبعة، والأئمة الأربعة، وغيرهم(٣) إلى أنه لا يجوز للمحدث أن يمس المصحف.
واستدل كثير منهم بهذه الآية، وتقدم بيان وجه الاستدلال بها(٤).
ومنهم من لم يستدل بها، وهم القائلون المراد بالكتاب : اللوح المحفوظ، كما هو اختيار شيخ الإسلام، لكن شيخ الإسلام استدل بهذه الآية من وجه آخر تقدم ذكره عنه(٥).
(٢) المحلى لابن حزم ١/٧٧.
(٣) قال ابن عبدالبر في الاستذكار ٨/١١ :" وهو قول مالك، والشافعي، وأبي حنيفة وأصحابهم، والثوري، والأوزاعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبي ثور، وأبي عبيد، وهؤلاء أئمة الرأي والحديث في أعصارهم. وروي ذلك عن : سعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عمر، وطاووس، والحسن، والشعبي، والقاسم بن محمد، وعطاء، وهؤلاء من أئمة التابعين بالمدينة، ومكة، واليمن، والكوفة، والبصرة. وانظر : أحكام القرآن لابن العربي ٤/١٧٣٨، والمغني ١/٢٠٢، وتفسير القرطبي ١٧/١٤٧، والمجموع ٢/٧٢.
(٤) استدل بها البغوي في تفسيره ٨/٢٣، وابن قدامة في المغني ١/٢٠٢، والنووي في المجموع ٢/٧٢، وغيرهم.
(٥) وانظر : التبيان لابن القيم ص١٤٣، وتفسير السعدي ص٨٣٦.
القول الخامس : أن أصل الحديد من الماء المنَزَّل من السماء، فينعقد في الأرض جوهرة حتى يصير السُّمك حديداً(١).
هذا ولم يظهر لي الراجح في هذه المسألة.
سورة الحديد : الآية ٢٧
قال تعالى :(٢).
اختار شيخ الإسلام أن معنى قوله تعالى :: وابتدعوا رهبانية ما كتبناها عليهم، وأن الاستثناء في الآية منقطع، والمعنى : ولكن كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله.
قال – رحمه الله – في مَعْرض رَدِّه على النصارى الذين استدلوا بهذه الآية على مّدْح الرّهبانية :" وهذه الرهبانية لم يشرعها الله، ولم يجعلها مشروعة لهم، بل نَفَى جَعْلَه عنها كما نفى ذلك عمَّا ابتدعه المشركون بقوله :(٣) " ثمَّ بيَّن أن للناس في قوله تعالى : قولين :
أحدهما : أنها منصوبة بفعل مضمر يفسِّر ما بعده، أو يقال : هذا الفعل عمل في المضمر والمُظهر، ونظيره قوله تعالى :(٤).
والقول الثاني : أنها – الرهبانية(٥) – معطوفةٌ على الرأفة والرحمة، فيكون الله
(٢) سورة الحديد : الآية ٢٧.
(٣) سورة المائدة : الآية ١٠٣.
(٤) سورة الإنسان : الآية ٣١.
(٥) قال ابن عاشور :" الرهبانية اسم للحالة التي يكون الراهب متصفاً بها في غالب شؤون دينه، والياء فيها ياء النسبة إلى الراهب على غير قياس، والنون فيها مزيدة للمبالغة في النسبة، والهاء تأنيث بتأويل الاسم بالحالة، والراهب وصف للعابد من النصارى المنقطع للعبادة، وهو وصف مشتق من الرَّهَب : أي الخوف، في عُرف النصارى العُزْلة عن الناس، تجنباً لما يشغل عن العبادة، وذلك بسكنى الصوامع، والأديرة، وترك التزوُّج ". تفسيره ٢٧/٤٢٢ باختصار. وانظر : التفسير الوسيط للواحدي ٤/٢٤٥، وتفسير السمعاني ٥/٣٨٠، والزمخشري ٤/٦٩، وابن جزي ٢/٤١٦، والدر المصون ٤/٣٩١.
ومن أدلة هذا القول أنه قُرئ ( يوم تكشِفُ ) على تقدير : تكشف الشدةُ أو القيامة أو الساعة عن ساقها(١).
وهذه القراءة شاذة، قال الفراء(٢) :" والقراء مجمعون على رفع الياء ".
وقال النحاس بعد أن ذكر القراءة المتواترة في الآية :" هذه القراءة التي عليها جماعة الحجة، وما يروى من غيرها يقع فيه الاضطراب " (٣)، ثم ذكر بعض القراءات الشاذة في الآية : تكْشِف، يَكْشِف، نَكْشِف.
وروي هذا القول عن إبراهيم النخعي، ومجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة(٤)، وهو قول جمهور المفسرين، وممن اختاره الفراء(٥)، والزجاج(٦)، والنحاس(٧)، والثعلبي(٨)، والواحدي(٩)، والزمخشري(١٠)، وابن عطية(١١)، والبيضاوي(١٢)، وابن جزي(١٣)، والسمين(١٤)، والقاسمي(١٥)، وابن عاشور(١٦).
وقد أولوا ما ورد في حديث أبي سعيد وابن مسعود - رضي الله عنهما - بأن المعنى : يشتد أمرُ الرحمن ويتفاقم(١٧).
وهذا التأويل باطل، ويرده السياق من وجوه :
أحدها : أنه قال : فيتمثَّل لهم الرب، والشدائد لا تسمى ربَّاً.
(٢) معاني القرآن ٣/١٧٧.
(٣) في الإعراب ٥/١٤.
(٤) أخرجها ابن جرير ١٢/١٩٧ – ٢٠٠، وانظر : الدر المنثور ٦/٣٩٨ – ٣٩٩، ودرس أسانيد هذه المرويات سليم الهلالي في المنهل الرقراق، وخَلَص إلى أنه لا يصح شيء منها.
(٥) معاني القرآن ٣/١٧٧.
(٦) معاني القرآن وإعرابه ٥/٢١٠.
(٧) الإعراب ٥/١٤.
(٨) تفسيره ١٠/١٨.
(٩) الوسيط ٤/٣٣٩.
(١٠) الكشاف ٤/١٣١.
(١١) تفسيره ١٦/٨٦.
(١٢) تفسيره ٢/٥١٨.
(١٣) تفسيره ٢/٤٧٥.
(١٤) الدر المصون ١٠/٤١٩.
(١٥) تفسيره ١٦/٢٦٤.
(١٦) التحرير والتنوير ٢٩/٩٧.
(١٧) ذكر هذا التأويل الزمخشري ٤/١٣١، وانظر : تفسير ابن عطية ١٦/٨٦، وأبي حيان ٨/٣٠٩، وابن جزي ٢/٤٧٥.
القول الأول : أن المعنى : جعل فيها فجورها وتقواها، وبه قال ابن زيد(١)، وعليه يدل حديث أبي الأسود الدِّيلي(٢)، قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق ؟ أو فيما يُستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت عليهم الحجة ؟ فقلت : بل شيء قُضي عليهم، ومضى عليهم، قال : أفلا يكون ظُلماً ؟ قال : ففزعت من ذلك فزعاً شديداً، وقلت : كلُّ شيء خلقُ الله وملك يده، فلا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فقال لي : يرحمك الله ! إني لم أُرِد بما سألتك إلا لأَحزرَ عقلك، إنّ رجلين من مُزينة أتيا رسول الله - ﷺ - فقالا : يا رسول الله ! أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نبيهم، وثبتت الحجة عليهم ؟ فقال :" لا شيء قضي عليهم ومضى فيهم، وتصديق ذلك في كتاب الله عزّ وجل :" (٣).
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال :" ألزمها فجورها وتقواها " (٤).
(٢) هو ظالم بن عمرو، أبو الأسود الديلي، ويقال الدؤلي، العلامة الفاضل، ولد أيام النبوة، كان أول من تكلم بالنحو، مات في طاعون الجارف سنة ٦٩هـ. انظر : سير أعلام النبلاء ٤/٨١، وتهذيب التهذيب ١٢/١٠.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢٠٤٣ ح٢٦٥٠، كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي، وأحمد ٤/٤٣٨ ط، وابن جرير ٢٤/٤٤٢ [ ط التركي ] وغيرهم.
(٤) أخرجه الحاكم ٢/٥٢٤ من طريق سعيد بن جبير، وصححه ووافقه الذهبي.
قلت : وكلا القولين غير معروف في لغة العرب أن يقول :( كذبك أي جعلك مكذباً ) بل ( كذبك : جعلك كذاباً )، وإذا قيل :( جعلك كذاباً ) أي : كاذبا فيما يخبر به كما جعل الكفار الرسل كاذبين فيما أخبروا به فكذبوهم، وهذا يقول : جعلك كاذباً بالدين، فجعل كذبه أنه أشرك وأنه أنكر المعاد، وهذا ضد الذي ينكر. ذاك جعله مكذباً بالدين، وهذا جعله كاذباً بالدين. والأول فاسد من جهة العربية والثاني فاسد من جهة المعنى ؛ فإن الدين هو الجزاء الذي كذب به الكافر، والكافر كذب به لم يكذب هو به، وأيضاً فلا يعرف في المخبر أن يقال :( كذبت به ) بل يقال :( كذبته ).
وأيضاً فالمعروف في ( كذبه ) أي : نسبه إلى الكذب ؛ لا أنه جعل الكذب فيه، فهذا كله تكلف لا يعرف في اللغة، بل المعروف خلافه، وهو لم يقل :( فما يكذبك )، ولا قال :( فما كذبك ) ؛ ولهذا كان علماء العربية على القول الأول. قال ابن عطية : واختلف في المخاطب بقوله : فقال قتادة والفراء والأخفش : هو محمد - ﷺ -، قال الله له : فما الذي يكذبك فيما تخبر به من الجزاء والبعث وهو الدين بعد هذه العبرة التي يوجب النظر فيها صحة ما قلت ؟. قال : ويحتمل أن يكون الدين على هذا التأويل جميع شرعه ودينه.
قلت : وعلى أن المخاطب محمد - ﷺ - في المعنى قولان :
أحدهما : قول قتادة قال : أي : استيقن فقد جاءك البيان من الله، وهكذا رواه عنه ابن أبي حاتم بإسناد ثابت، وكذلك ذكره المهدوي :
أي : استيقن مع ما جاءك من الله أنه أحكم الحاكمين. فالخطاب للنبي - ﷺ - ; وقال : معناه عن قتادة. قال : وقيل المعنى : فما يكذبك أيها الشاك يعني الكفار في قدرة الله ؟ أي شيء يحملك على ذلك بعد ما تبين لك من قدرته ؟ قال : وقال الفراء : فمن يكذبك بالثواب والعقاب ؟ وهو اختيار الطبري.
والأظهر – والله أعلم – القول الأول ؛ لأنه أقل تكلفاً من الأقوال الأخرى، ولأنه قول جمهور المفسرين.
القول الرابع : أن المعنى : قل يا أيها الكافرون لا أعبد الأصنام التي تعبدونها، ولا أنتم عابدون الله – عزّ وجل – الذي أعبده ؛ لإشراككم به، واتخاذكم الأصنام، فإن زعمتم أنكم تعبدونه فأنتم كاذبون، لأنكم تعبدونه مشركين به، فأنا لا أعبد ما عبدتم، أي مثل عبادتكم، وكذلك أي ولا أنتم عابدون مثل عبادتي، فـ في هاتين الآيتين مصدرية، وهذا حكاه المهدوي كما قال شيخ الإسلام، وذكره القرطبي(١).
وقد ضعّف هذين القولين شيخ الإسلام كما تقدم.
القول الخامس : وهو اختيار شيخ الإسلام، أن قوله تعالى : يتناول نفي عبادته لمعبودهم في الزمان الحاضر والمستقبل، وقوله : يتناول ما تعبدونه في الحاضر والمستقبل.
وأما قوله : فهو أعمُّ من النفي في الجملة الأولى، فقوله : يتناول الحال والاستقبال أيضاً لكن فيه زيادة معنى، وهو نفي القبول والإمكان، والمعنى : لا يمكنني ولا يسوغ لي ولا ينبغي لي أن أعبد ما عبدتموه قط، ولو كنتم عبدتموه في الماضي فقط، وقوله : يتناول ما عبدوه في الزمن الماضي.
وأما قوله عن الكفار : فهو خطاب لجنس الكفار ما داموا كفاراً فإنهم لا يعبدون الله وإنما يعبدون الشيطان، وأتى بالجملة الاسمية دون الفعلية ( ولا تعبدون ) ليُبيِّن أن نفوسهم الخبيثة الكافرة بريئة من عبادة إله محمد - ﷺ - لا يمكن أن تعبده ما دامت كافرة.
لا يدعن ويلاً ولا يخدشن وجهاً... زيد بن أسلم
لا يزكون أعمالهم... مجاهد
لا يشهدون ألا إله إلا الله... ابن عباس
لا يصيبه تراب ولا غبار... مجاهد
لا يعطون زكاة أموالهم... السائب
لعب كان لهم في الجاهلية... عكرمة
لم تعمل لله في الدنيا، فأعملها في النار... الحسن
لم يكونوا لينتهوا حتى يتبيَّن لهم الحق... مجاهد
لما نزلت هذه الآية... سعيد بن جبير
لها وجهان : ذكر الله أكبر مما سواه... ابن عباس
ليس أحد من أهل السموات والأرضين... قتادة
ليس أنتم، أنتم أصحاب الذنوب... أبو العالية
ليس إضاعتها تركها، قد يضيع الإنسان الشيء... ابن مسعود
ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر... أبو العالية
ما قمت من أول الليل فهو ناشئة... عكرمة
المجنون، فإن من كان به الشيطان ففيه الجنون... الحسن
مر عمر بن الخطاب براهب فوقف... أبو عمران الجوني
مصون في السماء... أبو إسحاق
معاذ الله، عنى به الإنسان... مجاهد
مكنون من الشياطين... الكلبي
الملائكة والأنبياء والرسل التني تنْزل به... ابن زيد
الملائكة وعيسى بن مريم وعزير... قتادة
الملائكة وعيسى وعُزير قد عبدوا من دون الله... قتادة
من أدى منهم الجزية فلا تقولوا له إلا خيراً... مجاهد
من شر الذَّكر إذا دخل... ابن عباس
من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر... ابن عباس، عكرمة
منتهين عما هم فيه... قتادة
النبوة والعلم من فضل الله، لا يكون بالميراث... الحسن
نزلت في نساء النبي - ﷺ - خاصة... عكرمة
نساؤه من أهل بيته... زيد بن أرقم
نَسَخَتْها التي بعدها... ابن المسيب... ، ٢١٣
هدى إلى وطء الذكور للإناث... مقاتل والكلبي
هدى الإنسان للشقوة والسعادة... مجاهد
هدى الناس للخير والشر والبهائم للمراتع... مجاهد
هم أصحاب الصوامع... سعد بن أبي وقاص... ٨٣
هم أهل حروراء... علي بن أبي طالب... ٨٢
هم أهل الصوامع والدِّيارات... سعد بن أبي وقاص... ٨٢
هم الذين إذا صلوا لم يلتفتوا خلفهم... عقبة بن عامر
هم رجال أولو بأس شديد... مجاهد وابن جريج
هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع... علي بن أبي طالب