٧- شرح العمدة في الفقه، باب العبادات، وقد طبع منه كتاب الطهارة في مجلد، بتحقيق : سعود العطيشان، وأول كتاب الصلاة في مجلد، بتحقيق : خالد الشيقح، وكتاب الصيام في مجلدين، بتحقيق : زايد النشيري، وكتاب المناسك في مجلدين، بتحقيق : صالح الحسن.
٨- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، مطبوع في خمسة وثلاثين مجلداً، جمعها : الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وساعده ابنه محمد، وقد حوى هذا المجموع كتباً وفتاوى ورسائل عديدة.
٩- النبوات، مطبوع في مجلدين، بتحقيق : عبد العزيز الطويان.
١٠- الاستقامة، مطبوع في مجلدين، بتحقيق : محمد رشاد سالم.
جهاده :
شيخ الإسلام من الأئمة المجددَّين، ولا شك في ذلك وقد عاش في عصر، انتشرت فيه البدع، والضلالات، وكثرت فيه الفتن، وتسلًَّط فيه الأعداء من التتار والصليبيين، فقام هذا البطل المقدام مجاهداً بلسانه، وقلمه، وسنانه، فردَّ على أهل الأهواء والبدع، وكشف عوارهم، وأبطل شبهاتهم، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وحثَّ الناس على قتال التتار وأمرهم بالصبر والمصابرة، ووعدهم بالنصر، ولمّا التقى الصفان كان في طليعة الصفوف، كالأسد الهصور، يجالد الأعداء، ويستنهض الهمم، ويأمر الناس بالثبات حتى نصرهم الله.
قال أبو حيان الأندلسي النحوي صاحب البحر(١) :

قام ابن تيمية في نصر شرعتنا مقام سيّد تيمٍ(٢) إذ عصت مضر
فأظهر الدين إذ آثاره درست(٣) وأخمد الشرك إذ طارت له شرر
(١) هو أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن حيان الغرناطي، الأندلسي، مفسر، محدث، لغوي، من تصانيفه : تفسيره البحر المحيط، وتحفة الأريب في غريب القرآن، وغيرهما، توفي في القاهرة عام ٧٤٥هـ. انظر : طبقات المفسرين ٢/٢٨٦، والأعلام ٧/١٥٢.
(٢) سيَّد تيم هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.
(٣) دَرَسَت : انمحت. انظر : مختار الصحاح ص٩٥، مادة (درس).

ولهذه القصة رواياتٌ كثيرة كلها باطلة سنداً ومتناً(١)، وقد نصّ على بطلانها جمع من أهل العلم، من المفسرين والمحدثين، وأهل السيِّر، وغيرهم(٢)، وإليك نصوصاً من كلامهم في بيان بطلانها إجمالاً :
قال الإمام الحافظ ابن خزيمة(٣) :" هذا من وضع الزنادقة " (٤).
(١) لا يتسع المقام لذكر هذه الروايات وطرقها، وكلام الأئمة عليها هنا، ومن أراد الاطلاع عليها يرجع إلى تفسير ابن جرير ٩/١٧٤ - ١٧٩، والدر المنثور للسيوطي ٤/٦٦١ - ٦٦٤، ونصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق للألباني، ودلائل التحقيق لإبطال قصة الغرانيق لعلي حسن عبد الحميد.
(٢) بل صُنِّف في بيان بطلانها مصنفات ومن ذلك جزء للإمام الحافظ ابن خزيمة، ذكر ذلك الرازي في تفسيره ٢٣/٤٤، وهناك رسالة مخطوطة بعنوان : بطلان قصة الغرانيق، وأُخرى بعنوان : اللُّمعَةُ السُّنية في تحقيق الإلقاء في الأُمْنيِّة وكلاهما مجهولة المؤلف، انظر : دلائل التحقيق ص١٦، وأفردها من المعاصرين الشيخ المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني في رسالة أسماها نصْب المجانيق لنسف قصة الغرانيق، وتلميذه علي حسن في كتاب أسماه دلائل التحقيق لإبطال قصة الغرانيق، ولبُّها من رسالة شيخه.
(٣) هو الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي، أبو بكر، إمام نيسابور، كان عالماً بالحديث فقيهاً مجتهداً، ولد سنة ٢٢٣هـ بنيسابور، وتوفي بها سنة ٣١١هـ، من مؤلفاته : التوحيد وإثبات صفة الرب، والصحيح. انظر : سير أعلام النبلاء ١٤/٣٦٥، وشذرات الذهب ٢/٢٦٢.
(٤) ذكره عنه الرازي في تفسيره ٢٣/٤٤.

ولعل الراجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام ومن وافقه في المسألتين ؛ لأن كلام السلف يمكن أن يوجه على هذا المعنى عملاً بدلالة النصوص الأخرى، والله - تعالى - أعلم.
واختار هذا القول بعض المفسرين، وممن اختاره شيخ الإسلام - كما تقدم -، وأبوحيان(١)، والألوسي(٢)، والسعدي(٣)، والشنقيطي(٤).
القول الثاني : أن الخطاب في الآية موجه لمؤمني أهل الكتاب : اليهود والنصارى ؛ وبه قال ابن عباس، والضحاك(٥).
واستدل أصحاب هذا القول بحديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - ﷺ - :" ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وأدرك النبي - ﷺ - فآمن به واتبعه وصدقه، فله أجران، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده، فله أجران، ورجل كانت له أَمَةٌ فغَذَاهَا فأحسن غذاءها، ثم أدبها فأحسن أدبها، ثم أعتقها وتزوجها، فله أجران " (٦).
واختار هذا القول عامة المفسرين، وممن اختاره الطبري(٧)، والماوردي(٨)، والواحدي(٩)، والسمعاني(١٠)، والبغوي(١١)، وابن الجوزي(١٢) ونسبه لعامة المفسرين، والقرطبي(١٣)، والبيضاوي(١٤)، وأبوالسعود(١٥).
والراجح – والله أعلم – القول الأول، لدلالة السياق عليه.
(١) تفسيره البحر المحيط ٨/٢٢٧.
(٢) تفسيره روح المعاني ٢٧/١٩٣.
(٣) تفسيره ص٨٤٣.
(٤) أضواء البيان ٧/٨١٦.
(٥) أخرجه عنهما ابن جرير ١١/٦٩٣.
(٦) أخرجه البخاري ٦/١٦٩ ح٣٠١١ [ ط السلفية ] كتاب الجهاد والسير، باب فضل من أسلم من أهل الكتابين، ومسلم ١/١٣٤ ح١٥٤، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد - ﷺ - إلى جميع الناس.
(٧) تفسيره النكت والعيون ١١/٦٩٣.
(٨) تفسيره ٥/٤٨٥.
(٩) الوسيط ٤/٢٥٦.
(١٠) تفسيره ٥/٣٨١.
(١١) تفسيره ٨/٤٤ [ ط طيبة ].
(١٢) زاد المسير ٧/٣١٢.
(١٣) تفسيره ١٧/١٧٢.
(١٤) تفسيره ٢/٤٧٢.
(١٥) إرشاد العقل السليم ٨/٢١٤.

وبهذا التحقيق تبين ضعف ما لَهَجَ(١) به كثير من المفسرين في الآيات الآمرة بالتخفيف أنها منسوخة بآية السيف، وليست كذلك، بل هي من المُنْسَأ، بمعنى أن كل أمر ورد يجب امتثاله في وقت ما لعلّة توجب ذلك الحكم، ثم ينتقل بانتقال تلك العلة إلى حكم آخر، وليس بنسخ، إنما النسخ الإزالة حتى لا يجوز امتثاله أبداً " (٢).
(١) لِهَجَ بالأمر لَهْجاً : أُوله به، فثابر عليه واعتاده. انظر : المعجم الوسيط ٢/٨٤١ مادة (لهج).
(٢) البرهان في علوم القرآن ٢/٤٩، وانظر : الإتقان ٢/٦٠.

وبهذا القول قال بعض المفسرين، وممن اختاره ابن قتيبة(١)، والزمخشري(٢)، وشيخ الإسلام كما تقدم، وأبو حيان(٣)، وابن القيم كما تقدم ونسبه للجمهور، والسمين(٤)، والسهيلي(٥)، والشوكاني(٦)، والسعدي(٧)، وابن عاشور(٨).
ومعنى زكاها :" أصلحها وطهرها من الذنوب " (٩).
قال ابن قتيبة :" يريد أفلح من زكى نفسه، أي : أنماها وأعلاها بالطاعة والبر والصدقة واصطناع المعروف، أي : نقصها وأخفاها بترك عمل البر، وبركوب المعاصي، والفاجر أبداً خَفيَ المكان زَمرَ المروءة(١٠)، غامض الشخص ناكس الرأس، ودَسَّاها : من دَسَسْت فقلبت إحدى السينات ياءً، كما يقال لبَّيْت، والأصل : لببت " (١١).
وقال النحاس :" ومعنى زكاها الله، طهَّرها بالتوفيق لطاعته... أي لم يظفر بما يريد من دسَّى نفسه الله، أي خذلها فارتكبت المعاصي، وعلى القول الآخر : من دسّى نفسه أي سترها لركوب المعصية، فاشتقاقه من دسَّى ودسَسَ، فأبدل من أحد السينين ياءً " (١٢).
واختاره القاضي، وقال :" لأن ذكر النفس قد تقدم ظاهراً، فرد الضمير عليه أولى من رده على ما هو في حكم المذكور، لا أنه مذكور " (١٣).
وقد رجح ابن القيم هذا القول لوجوه ثلاثة :
(١) التأويل ص٣٤٤.
(٢) تفسيره ٤/٢١٥.
(٣) البحر المحيط ٨/٤٧٥.
(٤) الدر المصون ١١/٢١.
(٥) التسهيل ٢/٥٧٧.
(٦) تفسيره ٥/٦٤٥.
(٧) تفسيره ص٨٥٦.
(٨) تفسيره ٣٠/٣٧١.
(٩) زاد المسير ٨/٢٥٨.
(١٠) زَمِرَ المرؤة : قليلها. انظر : المعجم الوسيط ١/٣٩٩، مادة (زمر).
(١١) تأويل مشكل القرآن ص٣٤٤، وانظر : معاني القرآن للفراء ٣/٢٦٧، وتفسير ابن جرير ٢٤/٤٤٤ [ ط التركي ]، ومعاني القرآن للزجاج ٥/٣٣٢.
(١٢) إعراب القرآن للنحاس ٥/٢٣٧.
(١٣) ذكره عنه الرازي ٣٢/١٩٤، ورده، والمراد القاضي عبد الجبار.

وقال الثعلبي :" وهذه الآية منسوخة بآية السيف " (١)، واختاره أبو حيان(٢)، وقيل: السورة كلها منسوخة(٣).
وقال ابن الجوزي في نواسخ القرآن :" قال كثير من المفسرين : هو منسوخ بآية السيف، وإنما يصلح هذا إذا كان المعنى : قد أقررتم على دينكم، وإذا لم يكن هذا مفهوم الآية بَعُدَ النسخ " (٤).
ونسبته هذا القول لأكثر المفسرين غير مُسلَّمة.
واعترض شيخ الإسلام على هذا القول بأن هذه السورة مكية، والجهاد إنما فرض بالمدينة، وهذه الآية لم تتضمن ترك القتال، بل مضمونها البراءة من دين الكفار، وهذا أمر محكم لا ينسخ أبداً.
والراجح – والله أعلم – القول الأول لعدم الدليل على النسخ، ولأنه لا تعارض بينها وبين آية السيف.
المسألة الثانية : رجح شيخ الإسلام أن الخطاب في هذه الآية عام لجميع الكفار.
(١) تفسيره ١٠/٣١٧، وانظر : تفسير ابن عطية ١٦/٣٧٥.
(٢) تفسيره ٨/٥٢٣.
(٣) تفسير القرطبي ٢٠/١٥٦.
(٤) نواسخ القرآن ص٢١٥.

القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يدّاس البرزالي... ١٨
القاسم بن مخيمرة الهمداني الكوفي... ١٠٢
القاسمي = جمال الدين بن محمد
قاضي الجبل = أحمد بن الحسن بن عبد الله بن قدامة المقدسي الحنبلي
قتادة بن دعامة السدوسي البصري... ١١٠
ابن قتيبة = عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدَّيْنَوَري
القرطبي = محمد بن أحمد بن أبي بكر
أبو قرة = موسى بن طارق اليماني الزبيدي
القشيري = عبد الكريم بن هوازن
قطرب = محمد بن المستنير بن أحمد
أبو قلابة = عبد الله بن زيد بن عمرو
(ك)
الكسائي = علي بن حمزة بن عبد الله
كعب الأحبار بن ماتع بن ذي هجن الحميري... ٦٩٧
الكلبي = محمد بن السائب بن بشر
الكيا الهراسي = علي بن محمد بن علي الطبري
(ل)
لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري... ٥٢٨
(م)
أبو مالك = حماد بن مالك بن بسطام
الماوردي = علي بن محمد بن حبيب
المبرد = محمد بن يزيد بن عبد الأكبر
المثنى بن الصباح اليماني المكي الأبناوي... ١٦٥
أبو مجلز = لاحق بن حميد
المحب الطبري = أحمد بن عبد الله بن محمد
محمد بن إبراهيم بن المرتضي، ابن الوزير اليماني... ٢٥٩
محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري القرطبي... ٨١
محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي... ١٦
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن جزي الكلبي... ٩٢
محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي... ١٣٣
محمد بن إسحاق بن يسار... ٧٩
محمد بن الحسن بن محمد بن زياد المقرئ... ٧١٤
محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء... ١٦٣
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي النيسابوري الصوفي... ٢٧٦
محمد بن الحنفية = محمد بن علي بن أبي طالب
محمد بن زياد... ٥٢٧
محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث الكلبي... ١٣٦
محمد بن سيرين البصري الأنصاري... ١٦٣
محمد الطاهر بن محمد الطاهر بن محمد الشاذلي... ٨٥
محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر البصري المالكي أبو بكر الباقلاني... ٤٠٨
محمد بن عبد القوي بن بدران بن سعد الله المقدسي المرداوي الصالحي الحنبلي... ١٧


الصفحة التالية
Icon