وقد كان الشريف أبو جعفر، ومن كان معه من الشيوخ، والأتباع، سادتي وإخواني - حرسهم الله تعالى - مصيبين في الإنكار علي ؛ لما شاهدوه بخطي من الكتب التي أبرأ إلى الله تعالى منها، وأتحقق أني كنت مخطئاً غير مصيب، ومتى حفظ عليّ ما ينافي هذا الخط وهذا الإقرار، فلإمام المسلمين مكافأتي على ذلك، وأشهدت الله وملائكته وأولي العلم على ذلك، غير مجبر ولا مكره، وباطني وظاهري - يعلم الله تعالى - في ذلك سواء، قال الله تعالى :¼ َفWعWè لَا †Wئ SطYحWچقW~WTت JًS/@... %Sم`قTYع SJًJًS/@... Wè c¥ےX¥Wئ èS¢ ]z†WحYچTك@... (٩٥) " [المائدة: ٩٥]، وكتب يوم الأربعاء عاشر محرم سنة خمس وستين وأربعمائة )(١)، وبهذا يتبين رجوع ابن عقيل عما كان عليه أهل الضلال، وقد ذكر هذه القصة ابن قدامة(٢) مسندة، وبعدها توقيع عدد من الشهود(٣)، ومن تاب تاب الله عليه، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

(١) ينظر : الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٤٤-١٤٥.
(٢) ابن قدامة هو موفق الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد بن قدامة المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي تبحر في علوم كثيرة ومن أشهر مؤلفاته المغني في الفقه، مات سنة ٦٢٠هـ، له ترجمة في : الذيل على طبقات الحنابلة ٢/ ١٣٣، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٦٥.
(٣) ينظر : تحريم النظر في علم الكلام ص ٣٣ وما بعدها.


الصفحة التالية
Icon