سلك ابن عقيل الطريقة السليمة في تفسير القرآن ؛ فجعل المصدر الأول : تفسير القرآن بالقرآن فإذا لم يكن فبالسنة ثم بأقوال الصحابة والتابعين ثم بالنظر في اللغة ثم بالاجتهاد والاستنباط، وسيأتي تفصيل هذا أكثر في الفصل التالي.
ومن العلماء الذين ظهر لي أن ابن عقيل استفاد منهم ومن كتبهم في القرآن وعلومه :
١- أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، فقد استفاد منه في مواضع، ومنها معاني الحروف(١)، ونص على قوله مما يدل على أنه استفاد منه(٢).
٢- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ولم يشر أنه استفاد منه لكن وجدت له نصوصاً موافقة لما قاله ابن جرير(٣).
٣- أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج(٤)، فقد وافقه في كثير من التفاسير(٥)، كما نص ابن عقيل على استقائه من كتابه المعاني(٦).
٤- أبو الفتح ابن شيطا، قال ابن عقيل :( شيخي في القراءة ابن شيطا )(٧)، وقد اقتصر عليه في تعداد مشايخه في القراءة، وكأنه لم يأخذ عن غيره، وليس الأمر كذلك، إلا إن كان يريد أنه أكثر من تأثر به، ولكونه شيخ عصره في هذا العلم ؛ فعده مثالاً لمشايخه في علم القراءة.
٥- أبو إسحاق الخراز، حيث قال ابن الجوزي :( قال ابن عقيل : كان أبو إسحاق الخراز صالحاً وهو أول من لقنني كتاب الله...) (٨).
(٢) ينظر : الواضح ٣/ ٤٨٨.
(٣) ينظر : جامع البيان ٩/ ٣٥٨، ٢٤/ ٦١٤، الفنون ١/ ٣٢١، الواضح ٣/ ٢٥٥.
(٤) وهو إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج، له من التصانيف : معاني القرآن وإعرابه، مات سنة ٣١١هـ، له ترجمة في : سير أعلام النبلاء ١٤/ ٣٦٠، طبقات الداوودي ١/ ٨.
(٥) ينظر مثلاً : معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٧١، والتذكرة ص ٩٧.
(٦) ينظر : الواضح ٣/ ٤٧١.
(٧) الذيل ١/ ١٤٢، المنتظم ٩/ ٢١٢.
(٨) تلبيس إبليس ص ١٥٢.