وقال ابن حجر(١) :( إنه خالف السلف، ووافق المعتزلة في عدة بدع...) إلى أن قال :( نعم كان معتزلياً، ثم أشهد على نفسه أنه تاب عن ذلك، وصحت توبته، ثم صنف في الرد عليهم، وقد أثنى عليه أهل عصره، ومن بعدهم )(٢).
وقد سبقت الإشارة إلى قصة رجوعه إلى السنة(٣).
إذا تبين هذا فابن عقيل تأثر في أول حياته ببعض من انتسب للاعتزال ومن أشهر مشايخه في هذا :
١- أبو الوليد، وهو أبو علي محمد بن أحمد بن عبدالله بن الوليد المعتزلي، نص عليه ابن عقيل حيث يقول :( وفي الأصول : أبو الوليد، وأبو القاسم بن التبان )(٤).
والمصادر تكاد تتفق على أن المراد بأبي الوليد هنا : أبو علي ابن الوليد المعتزلي(٥)، كما قال الذهبي حين ترجم لابن عقيل :( وأخذ الكلام من أبي علي بن الوليد وأبي القاسم بن التبان صاحب أبي الحسين البصري شيخ المعتزلة )(٦).
وقال ابن رجب :( كان أصحابنا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد، وابن التبان شيخي المعتزلة، وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام )(٧).

(١) هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني ثم المصري الشافعي، شارح صحيح البخاري، وله من المصنفات : الدرر الكامنة، الإصابة في تمييز أسماء الصحابة وغيرها، مات سنة ٨٥٢هـ، له ترجمة في : طبقات الحفاظ ص ٥٥٢، شذرات الذهب ٧/ ٢٧٠.
(٢) لسان الميزان ٤/ ٢٨٣.
(٣) ينظر : ص ١٩.
(٤) ينظر : المنتظم ٩/ ٢١٢، الذيل ١٤٢.
(٥) ينظر : المنتظم ٩/ ٢٠، البداية والنهاية ١٦/ ٢٤٢، لسان الميزان ٥/ ٦٥.
(٦) معرفة القراء الكبار ١/ ٣٨٠.
(٧) ذيل طبقات الحنابلة ١/ ١٤٤.


الصفحة التالية
Icon