ولأن استعمال الاسم فيما يؤول إليه دليل على تحقق وقوعه وتأكده.
قال ابن كثير :( ومعنى هذه الآية : ستنقلون من هذه الدار لا محالة، وستجتمعون عند الله تعالى في الدار الآخرة )(١).
وإذا قيل : ما فائدة إخبارهم بهذا ؟.
فإن القرطبي أجاب بقوله :( فاحتمل خمسة أوجه :
أحدها / أن يكون ذلك تحذيراً من الآخرة.
الثاني / أن يذكره حثاً على العمل.
الثالث / أن يذكره توطئة للموت.
الرابع / لئلا يختلفوا في موته كما اختلفت الأمم في غيره، حتى أن عمر - رضي الله عنه - لما أنكر موته احتج أبو بكر - رضي الله عنه - بهذه الآية فأمسك.
الخامس / ليعلمه أن الله تعالى قد سوى فيه بين خلقه مع تفاضلهم في غيره ؛ لتكثر فيه السلوة، وتقل فيه الحسرة )(٢). والله أعلم.
قال تعالى :¼ ـKV... WسéSحWTژ t¨pTةTWك uّWTژW£`©W™HTWTے uّVصWئ †Wع ٌŒ؛QW£WTت ء gˆ؟قW- JًY/@... ـMX... Wè ٌŒقRز WفYظVض WفےX£YHTTQW©ض@... (٥٦) " [الزمر: ٥٦].
١٢٢/٢- قال ابن عقيل :( قوله تعالى :¼ ء gˆ؟قW- JًY/@... " يعني : في حق الله اهـ )(٣).

_________________________
الدراسة :
في قول الله تعالى :¼ ء gˆ؟قW- JًY/@... " [الزمر: ٥٦]، خمسة أقوال :
القول الأول : في ذات الله. قاله أبو عبيدة(٤)، والسمعاني(٥)، وهذا قول مردود ؛ لأن ذات الله لا يقع فيها تفريط من العباد البتة(٦).
القول الثاني : في حق الله. قاله ابن عقيل، وهو قول سعيد بن جبير (٧)، واختيار ابن الجوزي(٨).
__________
(١) تفسير ابن كثير ٧/ ٣٠٣٧.
(٢) تفسير القرطبي ١٥/ ٢٥٤.
(٣) الواضح ٢/ ٣٨١.
(٤) ينظر : تفسير السمرقندي ٣/ ١٨٣.
(٥) تفسير السمعاني ٤/ ٤٧٧، وينظر : تفسير غريب القرآن للسجستاني ص ١٤١.
(٦) ينظر : البرهان للزركشي ٢/ ٨٤.
(٧) معالم التنزيل ٤/ ٧٤، زاد المسير ٧/ ٦٠.
(٨) تذكرة الأريب ٢/ ١٢٧.


الصفحة التالية
Icon