القول السابع : إن معنى ( يفتنون ) في الآية الكريمة يفضحون بإظهار نفاقهم، قاله : مقاتل(١).
القول الثامن: إن معنى ( يفتنون ) في الآية الكريمة يمرضون، قاله : ابن الجوزي(٢).
الترجيح :
كل الأقوال السابقة محتملة، وهذا الاختلاف من قبيل اختلاف التنوع.
قال ابن جرير :
" وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال إن الله عجَّب عباده المؤمنين من هؤلاء المنافقين ووبخ المنافقين في أنفسهم بقلة تذكرهم، وسوء تنبههم لمواعظ الله التي يعظهم بها وجائز أن تكون تلك المواعظ الشدائد التي ينزلها بهم من الجوع والقحط، وجائز أن تكون ما يريهم من نصرة رسوله على أهل الكفر به ويرزقه من إظهار كلمته على كلمتهم وجائز أن تكون ما يظهر للمسلمين من نفاقهم وخبث سرائرهم بركونهم إلى ما يسمعون من أراجيف المشركين برسول الله - ﷺ - وأصحابه، ولا خبر يوجب صحة بعض ذلك دون بعض من الوجه الذي يجب التسليم له " أ هـ (٣).
أقوال الإمام
أبي إسحاق الحربي
في سورة يونس
٨/٤٢ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (٧١) ﴾ [يونس].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" يقال : هو في غمة من أمره إذا لم يهتدِ له، قال تعالى :﴿ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً.. الآية ﴾ [يونس ٧١] " أ هـ(٤).
( ٨٩٤ )، وزاد المسير لابن الجوزي ( ٣/٥١٩ ).
(٢) انظر : نزهة الأعين النواظر ( ٤٨٠ ).
(٣) تفسيره : المرجع السابق.
(٤) غريب الحديث ( ١/١٦ ).