ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
فسر أبو إسحاق الحربي قوله :﴿ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً.. الآية ﴾ [يونس ٧١] بعدم الاهتداء والتغيب في الأمر، وهو أحد الأقوال في الآية الكريمة، وقد اختلف أهل اللغة والتفسير في معنى الآية على قولين :
القول الأول : أن المراد بالغمة في الآية ضيق الأمر وظلمته اللذين يوجبان الغم. ومنه قول خنساء :
وَذِي كُرْبَةٍ رَاخَى ابْنَ عَمرو خِنَاقُهُ وَغُمَّتُهُ عَنْ وَجْهِهِ فَتَجَلَّتِ(١)
وإلى هذا المعنى ذهب أبو عبيدة(٢) وابن الجوزي(٣) وأبو حيان(٤).
القول الثاني : أن المراد بالغمة في الآية المغطى والمستتر، من قولهم ( غم على الناس الهلال )، إذا أشكل عليهم، فلم يتبينوه، ومنه قول العجاج :
بَلْ لَوْ شَهِدْتَ النَّاسَ إِذْ تُكِّمُوا بِغُمَّةٍ لَوْ لَمْ تُفَرَّجْ غُمُوا(٥)
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وبه قال الإمام أبو إسحاق الحربي والزجاج(٦) والواحدي(٧) والبغوي(٨) وغيرهم(٩) من أهل العلم.
الترجيح :
(٢) مجاز القرآن ( ١/٢٧٩ ).
(٣) في تذكرة الأريب ( ١/٢٣٩ ).
(٤) في تفسيره ( ٥/١٧٨ ).
(٥) قول العجاج، ديوانه ص٦٠.
(٦) معاني القرآن ( ٣/٢٨ ).
(٧) الوسيط ( ٢/٥٥٥ ).
(٨) تفسيره ( ٦٠٦ ).
(٩) انظر : تفسير السمعاني ( ٢/٣٩٦ )، والبيضاوي ( ١/٤٤٢ )، والألوسي ( ٦/٥٨ )، والقاسمي ( ٤/٢٧١ ).