أخبرنا الأثرم عن أبي عبيدة(١) شغفها : وصل الحب إلى شغاف قلبها وهو غلافه وشغفها من المشغوف(٢) " أ هـ(٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
المسألة الأولى :
ذكر أبو إسحاق الحربي وجهاً من وجوه القراءة في قوله تعالى :﴿ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا.. الآية ﴾ [يوسف ٣٠]، وإليك بيان هذه القراءات الواردة في الآية الكريمة على التفصيل :
القراءة الأولى : قراءة عامة القراء ( شَغَفَها ) بالغين المعجمة المفتوحة والشين المعجمة المفتوحة، وذهب النحاس إلى أنه المعروف من كلام العرب(٤).
القراءة الثانية : قرأ علي بن أبي طالب ويحيى بن يعمر وسعيد بن جبير ومجاهد والشعبي وأبو رجاء والحسن وابن محيصن ( شعَفها ) بالعين المهملة المفتوحة.
ومعناها : قال الزجاج :" معنى شعفها، ذهب بها كل مذهب، مشتق من شعفات الجبال، أي رؤوس الجبال، فإذا قلت فلان مشعوف بكذا، فمعناه أنه قد ذهب به الحب أقصى المذاهب "(٥).
وقال العكبري :" هي لغة أي بلغ أعلى قلبها "(٦).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القراءة الثالثة : قرأ أبو رجاء وأبو الأشهب ( شعِفها ) بالعين المهملة المكسورة.
(٢) مجاز القرآن ( ١/٣٠٨ ).
(٣) غريب الحديث ( ٢/٦٤٩ ).
(٤) انظر : معاني القرآن للفراء ( ٢/٤٢)، ومجاز القرآن لأبي عبيدة ( ١/٣٠٨ )، والطبري ( ٧/١٩٧ )، والزجاج ( ٣/١٠٥ )، والنحاس ( ٢/٣٢٥ )، والسمعاني ( ٣/٢٥ )، وابن عطية ( ٩٩٠ )، وابن الجوزي
( ٤/٢١٥ )، والرازي ( ١٨/١٢٦ )، والعكبري في إعراب القراءات الشواذ ( ١/٦٩٧ )، والقرطبي
( ٩/١٥١ )، والدر المصون ( ٦/٤٧٥ )، والبيضاوي ( ١/٤٨٢ )، واللباب لابن عادل ( ١١/٧٨ )، وأبي السعود ( ٤/٢٧٠ ).
(٥) معاني القرآن ( ٣/١٠٥ ).
(٦) إعراب القراءات الشواذ ( ١/٦٩٧ ).