القراءة الرابعة : قرأ ثابت البناني وأبو الأشهب ( شغِفها ) بالغين المعجمة المكسورة، وقال النحاس :" إن الكسر غير معروف في كلام العرب ".
القراءة الخامسة : قرأ معاوية بن ثابت البناني ( سَعَفَها ) بالسين والعين غير معجمتين مفتوحتين.
قال العكبري :" وفيها بعد وأقرب ما تحمل عليه أن يكون الأصل ساعفها أي وافقها، وحذف الألف ؛ لأن فاعل وفعل قد يتفقان لا سيما إذا كان فاعل من واحد"(١).
الترجيح :
الراجح من القراءات - والله تعالى أعلم - قراءة من قرأ ( شَغَفَها ) بالشين والغين المعجمتين المفتوحتين، فهي القراءة السبعية المتواترة، أما ما عداها فهي قراءات شاذة.
قال ابن جرير :
" والصواب في ذلك عندنا من القراءة ( قد شَغَفَها ) بالغين لإجماع الحجة من القرأة عليه "(٢).
المسألة الثانية :
إذا كنت رجحت قراءة من قرأ ( شغفها ) بالشين والغين المعجمتين، فما معنى الشغاف ؟.
أقول قد اختلف أهل التفسير في ذلك على أقوال :
القول الأول : أنه جلدة بين القلب والفؤاد، قال به ابن عباس(٣).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القول الثاني : أنه غلاف القلب، قاله أبو عبيدة(٤)، وقال ابن قتيبة :" ولم يرد الغلاف إنما أراد القلب، يقال : شغفت فلاناً : إذا أصبت شغافه، كما يقال : كبدته : إذا أصبت كبده، وبطنته : إذا أصبت بطنه(٥).
القول الثالث : أنه حبة القلب وسويداؤه.
القول الرابع : أنه داء يكون في الجوف في الشراسيف، وهي مقاط رؤوس الأضلاع(٦).
الترجيح :

(١) إعراب القراءات الشواذ ( ١/٦٩٧ ).
(٢) تفسيره ( ٧/١٩٨ ).
(٣) انظر : زاد المسير ( ٤/٢١٤ ).
(٤) مجاز القرآن ( ١/٣٠٨ ).
(٥) غريب القرآن ( ١٨٦ ).
(٦) انظر : معاني القرآن للزجاج ( ٣/١٠٥ )، وزاد المسير ( ٤/٢١٤ )، والرازي ( ١٨/١٢٦ ).


الصفحة التالية
Icon