" وفي النحل مثلها :﴿ ثُمَّ إِن رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا.. الآية ﴾ [النحل ١١٠]، يقول عذبوا في الدنيا "(١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
بين أبو إسحاق الحربي وجهاً من وجوه الفتنة في قوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِن رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا.. الآية ﴾ [النحل ١١٠]، أي عذبوا في الدنيا.
ولم يختلف أهل التفسير في أن المراد بالفتنة في قوله تعالى :﴿ ثُمَّ إِن رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا.. الآية ﴾ [النحل ١١٠] عذبوا، وممن قال بذلك الفراء(٢) والزجاج(٣) والدامغاني(٤) والبغوي(٥) وابن الجوزي(٦)، وغيرهم من أهل العلم(٧) - والله تعالى أعلم -.
أقوال الإمام
أبي إسحاق الحربي
في سورة الإسراء
١١/٥٢ قَالَ تَعَالَى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١) ﴾ [الإسراء].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" أسري به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة "(٨).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
اختلف أهل العلم - رحمهم الله تعالى - في وقوع الإسراء متى كان ؟.

(١) غريب الحديث ( ٣/٩٣٥ ).
(٢) معاني القرآن ( ٢/١١٣ ).
(٣) معاني القرآن ( ٣/٢٢٠ ).
(٤) الوجوه والنظائر ( ٢/١٢١ ).
(٥) تفسيره ( ٧٢١ ).
(٦) نزهة الأعين النواظر ( ٤٧٩ ).
(٧) انظر : السمرقندي في بحر العلوم ( ٢/٢٩٤ )، والسمعاني ( ٣/١٩٢ )، والنيسابوري ( ٢٥١ )، والخازن في تفسيره ( ٣/١٠١ )، والبيضاوي ( ١/٥٥٩ )، وأبي السعود ( ٥/١٤٤ )، والألوسي ( ١٤/٢٣٩ ).
(٨) الجامع لأحكام القرآن ( ١٠/١٨٦ ).


الصفحة التالية
Icon