ولم يختلف أهل التفسير في أن المراد بالناس في الآية الكريمة المشركون، وهو مرويٌ عن الحسن(١) وبه قال مقاتل(٢) والفراء(٣) والطبري(٤) والنيسابوري(٥) والدامغاني(٦)
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والنسفي(٧) وابن جزي(٨) والبيضاوي(٩) والسيوطي(١٠) - والله تعالى أعلم -.
١١/٥٥ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (٦٤) ﴾ [الإسراء].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" قال الله تعالى :﴿ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ.. الآية ﴾ [الإسراء ٦٤]، فذهب ابن عباس ومجاهد وسعيد وقتادة أن قوله :﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ.. الآية ﴾ [الإسراء ٦٤] أن الإجلاب للإنس، و ﴿ بِخَيْلِكَ ﴾ الخيل كل راكب كان في معصية الله وكذلك كل رجل مشت في معصية الله، فنسب ذلك إلى إبليس ؛ لأنه يرضاه من الناس ويحبه ويحملهم عليه.
ولم يختلف القراء في ﴿ وَرَجِلِكَ ﴾ إلا الأعمش وأبو عمرو والأعرج والجحدري وعيسى ابن عمر وابن أبي نُعيم وأيوب السختياني ووافقهم الحسن(١١) في القراءة وخالفهم في التفسير، كذا حدثنا عبيد الله بن عمر عن ابن مهدي عن قرة سمعت الحسن في قوله :
(٢) تفسيره ( ٢/٥٣٨ ).
(٣) معاني القرآن ( ٢/١٢٦ ).
(٤) تفسيره ( ٨/١٠٣ ).
(٥) وجوه القرآن ( ٣١٩ ).
(٦) الوجوه والنظائر ( ٢/٢٥٧ ).
(٧) تفسيره ( ٢/٤٦٣ ).
(٨) تفسيره ( ١/٤٤٨ ).
(٩) تفسيره ( ١/٥٧٥ ).
(١٠) الفتوحات الإلهية ( ٤/٣٢٦ ). وانظر : غرر التبيان لابن جماعة ( ص٣١٠ ).
(١١) جميعهم سبقت ترجمتهم.