وَرَجِلِكَ.. الآية } [الإسراء ٦٤] يعني الرجال(١).
وكذا قرأ قتادة فيما حدثنا خلف عن محبوب عن سعيد عن قتادة ( ورجالك ) ولا أدري كيف فسَّر إلا أن قراءته تحتمل جمع راجل " أ هـ(٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
تعرض أبو إسحاق الحربي في كلامه على قوله تعالى :﴿ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ.. الآية ﴾ [الإسراء ٦٤] إلى مسألتين :
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الأولى : المراد بخيلك ورجلك.
فذهب أبو إسحاق الحربي إلى أن المراد بخيلك كل راكب كان في معصية الله وأن معنى ﴿ وَرَجِلِكَ ﴾ كل رجل مشت في معصية الله.
وقد اختلف أهل التفسير في المراد بالآية الكريمة على أقوال :
القول الأول : أن معناه كل راكب في معصية الله وكل راجل في معصية الله، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة(٣) وبه قال سعيد بن جبير(٤).
القول الثاني : أن له - أي إبليس - خيلاً من الجن وخيلاً من الإنس ورجالاً من الجن والإنس، وهذا القول مرويٌ عن قتادة(٥).
القول الثالث : أنه على التمثيل، كما تقول للرجل المجد في الأمر جئتنا بخيلك ورجلك، وهذا القول رجحه الرازي(٦).
الترجيح :
لعل الراجح - والله تعالى أعلم - قول من قال إن معناه كل راكب في معصية الله وكل راجل في معصية الله، لكونه ألصق بالآية الكريمة من غيره من الأقوال.
المسألة الثانية :
القراءات الواردة في قوله :﴿ وَرَجِلِكَ ﴾.
(٢) غريب الحديث ( ٢/٤١٩ ).
(٣) رواها الطبري ( ٨/١٠٩ ).
(٤) ذكره القرطبي ( ١٠/٢٥١ ).
(٥) رواه الطبري ( ٨/١٠٩ ).
(٦) تفسيره ( ٢١/٦ ).