قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن: " فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة، فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي : كل ما حكم به رسول الله - ﷺ - فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى :﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ tûüدZح !$y‚ù=دj٩ خَصِيمًا (١٠٥) ﴾ [النساء]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (٤٤) ﴾ [النحل].... - إلى أن قال - : والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه فإن لم تجده فمن السنة "(١).
ويتبين منهج الإمام أبي إسحاق الحربي في تفسير القرآن بالسنة من خلال ما يلي:
أولاً : روايته بالسند.
ثانياً : بيانه أسباب النزول.
ومن الأمثلة على ذلك :
١ ـ قال تعالى :﴿ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) ﴾ [الفلق].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :" حدثنا عاصم، حدثنا ابن أبي ذئب عن أبي سلمة عن عائشة قالت : أراني النبي - ﷺ - القمر فقال : هذا غاسق إذا وقب فتعوذي من شره "(٢).
٢ ـ ما ذكره عند قوله تعالى :﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) ﴾ [الواقعة].
(٢) غريب الحديث ( ٢/٧١٥ )، وسيأتي تخريج الحديث في ( ص٣٧٨ ).