حيث قال : حدثنا مسدد، حدثنا أبو داود عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس قال : قال رسول الله - ﷺ - :﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ﴾ قال هي العجائز اللاتي كن في الدنيا عمشاً رمصاً "(١).
الفصل الرابع : منهجه في تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين :
نزل القرآن على نبي أمي، وقوم أميين وجرياً على سنة الله تعالى في إرسال الرسل نزل القرآن بلغة العرب وعلى أساليبهم في كلامهم ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ [إبراهيم ٤]، وكان من الطبعي أن يفهم النبي - ﷺ - القرآن، وكذا الصحابة رضوان الله عليهم ؛ لأنه نزل بلغتهم ولما شاهدوه من القرائن والأحوال، ولهذا كان تفسير الصحابة ثم يجيء التابعون بعدهم بعد تفسير النبي - ﷺ -.
قال ابن كثير :
" وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح "(٢).
وقال الزركشي :
" الثاني : الأخذ بقول الصحابي، فإن تفسيره عندهم بمنزلة المرفوع إلى النبي - ﷺ - "(٣).
ويتبين منهجه في تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين من خلال ما يأتي :
أولاً : طريقته في عزو أقوالهم، فتارة مسندة وتارة غير مسندة، وتارة يقول قال أهل التفسير.
(٢) تفسيره ( ١/٧ ).
(٣) البرهان ( ٢/٢٩٣ ).