القول الثاني : قالوا : إن المراد بـ ( مصر ) في الآية الكريمة البلد المعروف وهي التي كان فيها فرعون، وهذا القول مروي عن أبي العالية والربيع(١) وبه قال السمعاني(٢).
واستدل هؤلاء بما يلي :
١ ـ ما ذكر الله عزّ وجل من أنه أورث بني إسرائيل ديار آل فرعون وآثارهم، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي ں@ƒدنآuژَ خ) (٥٩) ﴾ [الشعراء].
ووجه الاستدلال : قالوا : ولا يكونون منتفعين بها إلا بمصير بعضهم إليها، وإلا فلا وجه للانتفاع بها إن لم يصيروا إليها.
٢ ـ قالوا وإن كانت نكرة إلا أنها يراد بها المعين، كما تقول : ائتني برجل وأنت تعني زيداً(٣).
٣ ـ استدلوا بما في مصحف أُبي وابن مسعود رضي الله عنهما ﴿ اهبطوا مصر ﴾ بغير ألف ففيه دلالة على أنها مصر المعروفة بعينها.
وتعقب أصحاب القول الأول أصحاب القول الثاني بما يلي :
١ ـ قالوا : فإن احتج محتج بقوله تعالى :﴿ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٧) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (٥٨) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي ں@ƒدنآuژَ خ) (٥٩) ﴾ [الشعراء]، قيل
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
له : فإن الله جل ثناؤه إنما أورثهم ذلك فملكهم إياها، ولم يردهم إليها، وإنما جعل مساكنهم الشام.
٢ ـ قالوا : إن قراءة أُبي وابن مسعود قراءة شاذة، فلا دليل لكم عليها(٤).
القول الثالث : التوقف، قال به ابن جرير الطبري.

(١) رواها عنهم الطبري : المرجع السابق.
(٢) تفسيره ( ١/٨٦ ).
(٣) انظر : تفسير الطبري ( ١/٣٥٥ )، والماوردي ( ١/١٢٩ )، والزمخشري ( ٧٩ )، والرازي ( ٣/١٠٠ ).
(٤) تفسير الطبري ( ١/٣٥٥ ).


الصفحة التالية
Icon