قرأ الحسن، وابن محيصن، والأعمش، وابن أبي ليلى، وأبو حيوة ( راعناً ) بالتنوين، ومعنى القراءة : أي قولاً راعناً، وهو بمعنى الجهل والحمق والهوج، وإعرابها : صفة لمصدر محذوف تقديره قولاً راعناً(١).
الترجيح بين القراءات :
الراجح من القراءات قراءة ( راعنا ) بدون تنوين فهي القراءة المتواترة، أما القراءات الأخرى فهي شاذة، والله تعالى أعلم.
قال ابن جرير بعد ذكر القراءة (راعناً) بالتنوين:" وهذه قراءة لقرّاء المسلمين مخالفة فغير جائز لأحد القراءة بها لشذوذها، وخروجها من قراءة المتقدمين والمتأخرين "(٢).
المسألة الثانية :
بيَّن الإمام أبو إسحاق الحربي المعنى اللغوي للرعن بأنه أنف الجبل، والجمع رعون ورعان، وبهذا قال أهل اللغة كابن دريد(٣) والأزهري(٤) وابن فارس(٥) وغيرهم(٦).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن فارس :
" رعن : الراء والعين والنون أصلان أحدهما يدل على تقدم في شيء والآخر يدل على هوج واضطراب، فالأول : الرعن : الأنف النادر من الجبل.
ويقال جيش أرعن إذا كانت له فضول كرعون الجبال.
(٢) انظر: تفسير الطبري ( ١/٥١٨ )، ومختصر الشواذ لابن خالويه ( ص١٦ )، وتفسير ابن عطية ( ص١١٩ ).
(٣) انظر : جمهرة اللغة ( ٢/٣٨٨ ).
(٤) تهذيب اللغة ( ٢/٣٤٠ ).
(٥) معجم مقاييس اللغة ( ٢/٤٠٧ ).
(٦) انظر : الصحاح للجوهري ( ٥/١٧١١ )، ولسان العرب لابن منظور ( ١٣/١٨٢ )، والقاموس المحيط للفيروس آبادي ( ص١٥٤٩ ) مادة ( رعن ).