القراءة الثانية : قرأ ابن عباس ونافع ويعقوب ( ولا تَسْأَلْ ) بفتح التاء وسكون اللام على النهي، ومعنى القراءة : إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً لتبلغ ما أرسلت به، لا لتسأل عن أصحاب الجحيم، فلا تسأل عن حالهم(١).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
القراءة الثالثة : قرأ أُبي وابن مسعود ( وما تُسألُ )، والمعنى كالقراءة الأولى.
القراءة الرابعة : قرأ ابن مسعود ( ولن تُسأَلَ )، والمعنى كالقراءة الأولى.
ومعناهما : موافق لقراءة الجمهور.
القراءة الخامسة : قُرئ ( ولا تُسالُ ) بضم التاء واللام وإبدال الهمزة ألفاً.
القراءة السادسة : قُرئ ( ولا تُسلْ ) على ما لم يسم فاعله وإلقاء حركة الهمزة على السين(٢).
الترجيح :
الراجح من القراءات ـ والله تعالى أعلم ـ هي قراءة عامة القراء ( ولا تُسأَلُ ) بضم التاء واللام، وقراءة نافع ويعقوب ( ولا تسألْ )، فهما القراءتان المتواترتان، أما ما عداهما فهو شاذ.
المسألة الثانية :
بيان سبب نزول الآية وهو مبني على قراءة ابن عباس ونافع ويعقوب ( ولا تسألْ ) على النهي.
١ ـ ما رواه الطبري عن محمد بن كعب القرطبي قال : قال رسول الله - ﷺ - :
" ليت شعري ما فعل أبواي ؟ فنزلت ﴿ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (١١٩) ﴾
(٢) انظر : الطبري ( ١/٥٦٤ )، وابن خالويه في مختصر الشواذ ( ١٦ )، وابن زنجلة ( ١١١ )، وابن عطية
( ١٢٩ )، والعكبري في إعراب القراءات الشواذ ( ١/٢٠١ )، والقرطبي ( ٢/٩٠ )، والدر المصون
( ٢/٩٢ ).