أن معنى الآية لا يتلاعن اثنان مؤمنان ولا كافران، فيقول أحدهما :( لعن الله الظالم ) إلا وجبت تلك اللعنة على الكافر ؛ لأنه ظالم، فكل أحد من الخلق يلعنه كائناً من كان ومن أي ملة كان، وهو مرويٌ عن السدي(١).
الترجيح :
والراجح من هذه الأقوال - والله تعالى أعلم - العموم لعدم وجود دليل على التخصص وهو الذي رجحه الطبري حيث قال :
" وأولى الأقوال عندنا بالصواب قول من قال : عنى الله بذلك جميع الناس بمعنى لعنهم إياهم بقولهم :( لعن الله الظالم، أو الظالمين )، فإن كل أحد من بني آدم لا يمتنع من قيل ذلك كائناً من كان - وذلك بمعنى ما قاله أبو العالية ؛ لأن الله تعالى ذكره - أخبر عمن شهدهم يوم القيامة أنهم يلعنونهم، فقال :﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) ﴾ [هود](٢) أ هـ.
١/٨ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (١٩٣) ﴾ [البقرة].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :

(١) رواه عنه الطبري ( ٢/٦٢ )، وانظر الكلام على هذه الآية الكريمة في : الطبري ( ٢/٦٢ )، ومعاني القرآن للزجاج ( ١/٢٣٦ )، وتفسير البغوي ( ٧٨ )، وتفسير ابن عطية ( ١٤٩ )، وتفسير ابن الجوزي
( ١/١٦٥ )، والرازي ( ٤/١٦٦ )، والقرطبي ( ٢/١٨٧ ).
(٢) بتصرف من تفسير الطبري ( ٢/٦٣ ).
ـ تراجم مستدركة :
حميد بن مسعدة بن المبارك السامي الباهلي، التقريب ( ص٢٧٦ ).
يزيد بن زريع البصري أبو معاوية، يقال له ريحانة البصرة، التقريب ( ص١٠٧٤ ).
سعيد بن أبي عمرو بن مهران اليشكري أبو النظر البصري، التقريب ( ص٣٨٤ ).


الصفحة التالية
Icon