ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قال النحاس :
" فأما من قال إنها ناسخة للتي في المائدة، فقوله خارج عن قول الجماعة الذين تقوم بهم الحجة ؛ لأنه قد قال بتحليل نكاح نساء أهل الكتاب من الصحابة والتابعين جماعة منهم عثمان وطلحة وابن عباس وجابر وحذيفة، ومن التابعين سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وطاووس وعكرمة والشعبي والضحاك وفقهاء الأمصار عليه.
وأيضاً فيمتنع أن تكون هذه الآية من سورة البقرة ناسخة للتي في سورة المائدة لأن البقرة من أول ما نزل، والمائدة من آخر ما نزل، وإنما الآخر ينسخ الأول، وأما حديث ابن عمر فلا حجة فيه ؛ لأن ابن عمر - رضي الله عنه - كان رجلاً متوقفاً، فلما سمع الآيتين، في واحدة التحليل وفي الأخرى التحريم، ولم يبلغه النسخ توقف ولم يؤخذ عنه ذكر للنسخ، وإنما تؤول عليه، وليس يؤخذ الناسخ والمنسوخ بالتأويل " أ هـ(١).
القول الثاني :
أن آية البقرة منسوخة بآية المائدة.
وقال بهذا القول مجاهد والحسن(٢) والزهري(٣) وأبو حنيفة(٤) والأوزاعي والثوري ومالك بن أنس(٥) والشافعي(٦) والبارزي(٧).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(٢) رواه الطبري ( ٢/٣٨٨ ).
(٣) انظر كتابه الناسخ والمنسوخ ( ص٢١ ) [ سلسلة كتب الناسخ والمنسوخ، تحقيق د/حاتم الضامن ].
(٤) انظر : أحكام القرآن للجصاص ( ١/٣٣٣ )، وفتح القدير لابن الهمام ( ٣/٢١٩ ).
(٥) الناسخ والمنسوخ للنحاس ( ٢/٥ ).
(٦) انظر : الأم ( ٥/٦٦١ )، وأحكام القرآن ( ١/١٨٦ ).
(٧) انظر ناسخ القرآن العزيز ومنسوخه لابن البارزي ( ص٢٤ ) [ سلسلة كتب الناسخ والمنسوخ تحقيق د/حاتم الضامن ].