مستدلين بما يروى عن ابن عباس " ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ﴾ قال ثم استثنى نساء أهل الكتاب، فقال جل ثناؤه :﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ حل لكم ﴿ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾ يعني مهورهن ﴿ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ﴾ يقول : عفائف غير زوان "(١).
قال النحاس :
" هكذا في الحديث ( حل لكم )، وليس هو في التلاوة، وهكذا قال :
﴿ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ﴾ وفي التلاوة ﴿ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ﴾ فهذه قراءة على التفسير، وهكذا كل قراءة خالفت المصحف المجمع عليه.
وقال في موضع آخر :
" وهذا قول خارج عن قول الجماعة من أهل العلم واللغة " أ هـ(٢).
القول الثالث :
أنها محكمة لا ناسخة ولا منسوخة، فهي عامة يراد بها الخاص، وهذا القول قال به سعيد بن جبير وقتادة(٣) والشافعي في أحد قوليه(٤) والطبري(٥) والنحاس(٦) ومكي(٧)
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والواحدي(٨) وابن الجوزي(٩) وغيرهم من أهل العلم(١٠).
قال الطبري :
(٢) الناسخ والمنسوخ ( ٢/٥ ) بتصرف.
(٣) رواه عنهم الطبري ( ٢/٣٨٩ )، والنحاس ( ٢/٦ )، وأبو عبيد الأثر ١٥٤.
(٤) أحكام القرآن ( ١/٢٠٢ ).
(٥) تفسيره ( ٢/٣٨٩ ).
(٦) الناسخ والمنسوخ ( ٢/٧ ).
(٧) الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ( ١٦٩ ).
(٨) الوسيط ( ١/٣٢٧ ).
(٩) المصفى بأكف أهل الرسوخ ( ص٢٠ ) [ سلسلة الناسخ والمنسوخ، تحقيق د/حاتم الضامن ].
(١٠) انظر : ابن جزي ( ١/١٢٠ )، والموزعي ( ٤١٣ ) في تيسير البيان، ومرعي الكرمي الحنبلي في قلائد المرجان ( ص٨٢ ).