والواحدي(١) وغيرهم من أهل العلم(٢).
قال الواحدي :" وإنما جاز أن يقع عليه لفظ الناس وهو واحد لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون في جماعة ومثله ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً.. الآية ﴾ [النحل ١٢٠] "(٣).
القول الثاني :
أن المراد بالناس العرب ومعنى الآية "أم يحسدون" العرب على ما آتاهم الله من فضله "وهو كون" النبي - ﷺ - منهم، هذا المعنى مرويٌ عن قتادة(٤).
القول الثالث :
أن المراد بالناس في الآية النبي - ﷺ - والمؤمنون، وقال بهذا القول النسفي(٥) وابن جماعة(٦).
الترجيح :
لعل الراجح والله تعالى أعلم هو قول من قال إنما عني بذلك النبي - ﷺ - والمؤمنون، قال ابن جرير :" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال إن الله عاتب اليهود الذين وصف صفتهم في هذه الآيات فقال لهم في قيلهم للمشركين من عبدة الأوثان أنهم أهدى من محمد وأصحابه سبيلاً على علم منهم بأنهم في قيلهم ما قالوا من ذلك كذبة أتحسدون محمداً وأصحابه على ما آتاهم الله من فضله "(٧) ا هـ.
(٢) انظر : الدامغاني ( ٢/٢٥٥ )، والسمعاني ( ١/٤٣٧ ) في الوجوه والنظائر، وابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر ( ٦٠٢ )، وابن جزي ( ١/١٩٦ )، والخازن ( ١/٣٨٩ )، وأبي حيان ( ٣/٢٨٤ ).
(٣) سبق الإحالة عليه.
(٤) رواه عنه الطبري ( ٤/١٤١ ).
(٥) تفسيره ( ١/٣٣٨ ).
(٦) غرر التبيان ( ٢٣٥ ).
(٧) تفسيره ( ٤/١٤١ ). وانظر : المسألة في الماوردي ( ١/٤٩٦ )، وابن الجوزي ( ٢/١١٠ ).
ـ تراجم مستدركة : هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السُّلمي أبو معاوية، التقريب ( ص١٠٢٣ ).
خالد بن مهران أبو المنازل البصري الحذاء، التقريب ( ص٢٩٣ ).