٣/١٩ قَالَ تَعَالَى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (٦٠) ﴾ [النساء].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" وأما قوله :﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ.. الآية ﴾ [النساء ٦٠] فلم نسمع فيه إلا ما حدثني أبو بكر عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد(١) قال : هو كعب بن الأشرف "(٢) أ هـ(٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
اختلف أهل التفسير في المراد بالطاغوت في قوله تعالى :﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ.. الآية ﴾ [النساء ٦٠] على أقوال :
القول الأول :
قالوا إن المراد بالطاغوت في الآية الكريمة كعب بن الأشرف، وهذا مرويٌ عن ابن عباس - رضي الله عنه - ومجاهد والضحاك والربيع ومقاتل(٤)، وبه قال السمرقندي(٥) والنيسابوري(٦) والسمعاني(٧) وابن الجوزي(٨) والنسفي(٩).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ودليلهم ما جاء في سبب نزول الآية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :

(١) سبقت ترجمته.
(٢) لم أجده بهذا النص عند غيره.
(٣) غريب الحديث ( ٢/٦٤٤ ).
(٤) رواها عنهم الطبري ( ٤/١٥٧ )، وذكرها ابن الجوزي ( ٢/١٢٠ ).
(٥) تفسيره ( ١/٣٣٩ ).
(٦) انظر : وجوه القرآن ( ٢١٧ ).
(٧) انظر : تفسيره ( ١/٤٤١ ).
(٨) انظر نزهة الأعين النواظر ( ٤١١ ).
(٩) انظر : تفسيره ( ١/٣٤٠ ).


الصفحة التالية
Icon