الراجح - والله تعالى أعلم - أن نقول إن لفظ الطاغوت، لفظ عام يشمل جمع ما ذكر، فكل ما عبد من دون الله من إنسان أو غيره فهو يصدق عليه مسمى الطاغوت.
٣/٢٠ قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١) ﴾ [النساء].
قال الإمام أبو إسحاق الحربي :
" ثبات جمع ثبة وهي قطعة من القوم من قوله تعالى :﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١) ﴾ [النساء] " أ هـ(١).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
ذهب أهل اللغة(٢) والغريب(٣) والتفسير(٤) إلى أن المراد بقوله تعالى :﴿ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ ﴾ [النساء ٧١] كناية عن السرايا وهي العصابة من الناس.
قال السمين الحلبي :" ثبات : الثبات جمع ثبة وهي الفرقة، والمعنى انفروا جماعات متفرقة يريد سرية إثر سرية "(٥).
وقال زهير :
وَقَدْ أَغْدُوا عَلَى ثُبَةٍ كِرَامٍ نَشَاوَى وَاجِدِينَ لِمَا نَشَاءُ(٦).
......................................................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال عمرو بن كلثوم :

(١) غريب الحديث ( ١/١١٨ ).
(٢) انظر : الخليل ( ٨/٢٤٨ )، والصاحب بن عباد ( ٩/٤٢٣ )، وابن منظور ( ٢/١٩ )، وبصائر ذوي التمييز ( ٢/٣٤٨ ) مادة ( ثبة ).
(٣) انظر : غريب القرآن لليزيدي ( ١٢١ )، وغلام ثعلب ( ١٩٩ )، ومكي في العمدة ( ١١٣ )، وابن الجوزي ( ١/١٢٠ )، وأبي جعفر الخزرجي ( ١/٢٧٧ )، وأبي حيان ( ٣٤ )، وابن الهمائم المصري
( ١٦٩ ).
(٤) انظر : تفسير الطبري ( ٤/١٦٨ )، والزجاج ( ٢/٧٥ )، والسمرقندي ( ١/٣٤٢ )، والواحدي في الوسيط ( ٢/٧٩ )، والبغوي ( ٣١٧ )، وابن عطية ( ٤٥٤ )، والقرطبي ( ٥/٢٦٣ )، وابن كثير ( ٢/٨٢٨ )، والثعالبي ( ١/٣٦٥ ).
(٥) عمدة الحفاظ ( ١/٣١٧ ).
(٦) ديوانه ( ١٣٥ ).


الصفحة التالية
Icon