أخبرنا أبو عمر عن الكسائي(١) : يثقل ويخفف من شنئت أشنأ شنآناً وشنوءاً وشُنأً(٢).
أخبرنا سلمة عن الفراء(٣) : إذا كان مصدراً ثقل، فإذا أردت بغيض قوم قلت : شنآن(٤)، وأنشدنا الأثرم عن أبي عبيدة(٥) :
وَمَا العَيْشُ إِلاَّ مَا يُلَذُّ وَيُشْتَهَى وَإِنْ لاَمَ ذُو الشَّنْآنِ فِيهِ وَفَنَّدَا(٦)
وقال آخر(٧) :
وَمِنْ شَانِيءٍ كَاسِفٍ بَالُهُ إِذَا مَا انْتَسَبْتُ لَهُ أَنْكَرَنْ " أ هـ(٨).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة :
في الكلام على قوله تعالى ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ.. الآية ﴾ [المائدة ٢] مسألتان :
المسألة الأولى :
أجمع أهل اللغة(٩) والتفسير والغريب(١٠) على أن المراد بـ " شنآن" في الآية الكريمة ( البغض ).

(١) جميعهم سبقت ترجمتهم.
(٢) الإمام أبو إسحاق الحربي كثيراً ما ينقل عن الكسائي، ولا يوجد لذلك مرجع أستطيع من خلاله توثيق النص - والله تعالى أعلم -.
(٣) سبقت ترجمته.
(٤) معاني القرآن ( ١/٣٠٠ ).
(٥) سبقت ترجمته.
(٦) البيت للأحوص. انظر : ديوانه ( ٥٣ )، ومجاز القرآن ( ١/١٧٤ ).
(٧) البيت للأعشى. انظر : ديوانه ( ٢٠٧ ) يمدح قيس بن معد يكرب الكندي.
(٨) غريب الحديث ( ٢/٨٧٣ ).
(٩) انظر : معاني القرآن للأخفش ( ١/٢٥٠ )، وابن دريد ( ٣/٢٥٩ )، والصاحب بن عباد ( ٧/٣٨٦ )، ومعجم مقاييس اللغة ( ٢/٢١٧ )، والجوهري ( ١/٤٠ )، وابن منظور ( ١/٩٥ )، مادة ( شنأ ).
(١٠) انظر : السجستاني ( ٢٨٥ )، وغلام ثعلب ( ٢٠٧ )، والمجموع المغيث لابن المديني ( ٢/٢٢٢ )، وابن الجوزي في تذكرة الأريب ( ١/١٣٦ )، والتركماني ( ٧٠ )، وأبي حيان في تحفة الأريب ( ١١٢ )، وابن الهمائم المصري ( ١٧٨ )، والشنقيطي في الترجمان ( ١/١٣٣ ).


الصفحة التالية
Icon