وفي الحديث: أنه صلَّى -عليه الصلاة والسلام- فأوهم في صلاته، فقيل: كأنك أَوْهَمت في صلاتك، فقال: (كيف لا أُوهِمُ ورُفْغُ(١) أحدكم بين ظُفْرِه وأَنْمُلَتِه ؟)(٢)، أي: أَسقط من صلاته شيئاً(٣).
٥- الظن والاتهام :
تقول: تَوَهّمْتُ في فلان أي ظننت فيه واتهمته، والمتهم في محل ظن، حتى تثبت إدانته(٤).
وخلاصة ما تقدم في تعريف (الموهم) لغة أنه يدور حول معنى السهو والغفلة والغلط والظن، أي بمعنى أنه يقع على الأمر إذا كان على غير حقيقته.
ثانياً: الموهم اصطلاحاً :
يمكن أن يعرف(الموهم) اصطلاحاً بـ : تصور الشيء على غير حقيقته(٥).
أو هو السهو والغلط في أمر من الأمور على سبيل التخيل والظن.
ثالثاً: التعارض لغة:

(١) والرُفْغُ بضم الراء وإسكان الفاء: الوسخ الذي بين الظفر والأنملة، انظر الغريبين في القرآن والحديث (٣/٧٦١)، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٢/٢٤٤).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٠/١٨٥)، والبزار في مسنده (٥/٢٧٨) عن الضحاك بن زيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/٢٤) عن قيس بن أبي حازم مرسلا.
قال البزار في مسنده (٥/٢٧٨): وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن عبد الله إلا الضحاك وغير الضحاك يرويه عن إسماعيل عن قيس عن النبي مرسلا.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/١٦٨): رواه الطبراني والبزار باختصار ورجال البزار ثقات، وكذلك رجال الطبراني إن شاء الله. وقال في (١/٢٣٨): رواه البزار وفيه الضحاك بن زيد، قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به، انظر كتاب المجروحين لابن حبان (١/٣٧٩).
(٣) انظر معجم مقاييس اللغة (١٠٦٨)، ولسان العرب (١٥/٤١٧).
(٤) انظر الصحاح (٥/١٦٦١)، ولسان العرب (١٥/٤١٧).
(٥) بحثت عمَّن عرف الموهم اصطلاحاً في كتب أصول الفقه، وعلوم القرآن والحديث فلم أجد.

-- (١).
القول الثاني:
إن سبب نزول الآية هي رمية النبي - ﷺ - بالحربة على أبي بن خلف يوم أحد.
وهذا قول ابن المسيب(٢)، والزهري(٣).
عن ابن المسيب : لما كان يوم أحد أخذ أبي بن خلف يركض فرسه حتى دنا من رسول الله - ﷺ -، واعترض رجال من المسلمين لأبي بن خلف ليقتلوه، فقال رسول الله - ﷺ - (استأخروا)، فاستأخروا، فأخذ رسول الله - ﷺ - حربته في يده فرمى أبي بن خلف وكسر ضلعاً من أضلاعه، فرجع أبي بن خلف إلى أصحابه ثقيلا فاحتملوه حتى ولوا قافلين فطفقوا يقولون: لا بأس، فقال أبي حين قالوا ذلك له: والله لو كانت بالناس لقتلتهم ألم يقل )إني أقتلك إن شاء الله تعالى ؟) فانطلق به أصحابه يتغشونه حتى مات ببعض الطريق، فدفنوه. قال ابن المسيب: وفي ذلك أنزل عز وجل ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ﴾ (٤) (٥).
الدّراسة والترجيح
الذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن الراجح في المسألة هو القول الأول وأن سبب نزول الآية هي رمية النبي صلّى الله عليه وسلّم المشركين يوم بدر بالتراب وذلك لما يلي:
١- الآثار عن الصحابة والتابعين التي تدل على أن سبب نزول الآية هو ما حدث يوم بدر، ومنها ما جاء عن حكيم بن حزام قال: لَمّا كان يوم بدر أمر رسول الله - ﷺ - فأخذ كفًا من الحصى فاستقبلنا به فرمى بها وقال: (شاهت الوجوه) فانهزمنا، فأنزل الله عز وجل ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ (٦).
(١) التحرير والتنوير (٩/٢٩٤).
(٢) انظر تفسير الطبري تحقيق محمود شاكر (١٣/٤٤٧-٤٤٨)، وتفسير ابن أبي حاتم (٥/١٦٧٣) والدر المنثور (٣/٣١٧).
(٣) انظر تفسير الطبري (٩/٢٥٦)، والدر المنثور (٣/٣١٧).
(٤) سورة الأنفال: الآية (١٧).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/١٦٧٣).
(٦) سبق تخريجه ص (٥٠).

جمعوا بين الآيات والأحاديث وقالوا بجواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن والعلوم الشرعية ونحوها كما في ظاهر الأحاديث، وأجابوا عن موهم التعارض في الأدلة التي استدل بها أصحاب القول الثاني(١) على عدم الجواز بأنها محمولة على الاحتساب والتبرع، فإذا كان يريد بعمله الاحتساب والتبرع كره له تضيع أجره وإبطال حسناته بأخذ الأجرة عليه والعوض، وبذلك يندفع موهم التعارض(٢).
وهذا هو قول مالك(٣) والشافعي(٤) وإحدى الروايات عن أحمد(٥)، وهو قول أكثر أهل العلم(٦).
وقد استدل أصحاب هذا القول بما يلي:
١ - حديث: (إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله)(٧).
٢ - حديث: (لقد أكلت برقية حق، كلوا واضربوا لي معكم بسهم)(٨).
وجه دلالة الحديثين :
فهذان الحديثان فيهما الدلالة على جواز أخذ الأجرة على القرآن، وإن خص ذلك في الرقية فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وهذان عوضان سببهما القرآن فلا خلاف بينهما.
٣ - حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه في الرجل الذي زوجه النبي - ﷺ - المرأة بما معه من القرآن، قال: (اذهب فقد زوجتكها بما معك من القرآن)(٩).
(١) انظر أدلتهم ص (٣٣١).
(٢) انظر شرح السنة (٨/٢٦٨)، والمفهم (٥/٥٨٩)، وفتح الباري (٤/٥٧٢-٥٧٣)، وفيض القدير (٢/٥٢٩)، وسبل السلام (٣/١٩٩)، وتحفة الأحوذي (٦/٢٣٠).
(٣) انظر الكافي (٧٥٥)، وبداية المجتهد (٢/٢٢٦).
(٤) انظر المجموع (١٥/٢٦٣)، ومغني المحتاج (٢/٣٤٤).
(٥) انظر المغني (٨/١٣٦)، ومجموع فتاوى ابن تيمية (٣٠/٢٠٥).
(٦) انظر المحلى (٩/٢٢)، وشرح السنة (٨/٢٦٨)، وروضة الطالبين (٥/١٩٠)، وإكمال المعلم (٧/١٠٧)، والمفهم
(٥/٥٨٨-٥٨٩)، والمغني (٨/١٣٦).
(٧) سبق تخريجه ص (٣٢٨).
(٨) سبق تخريجه ص (٣٢٨).
(٩) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، رقم (٥٠٢٩)، ومسلم في صحيحه، كتاب النكاح، رقم (١٤٢٥).

سورة الواقعة
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾... ٢٢... ٩٦
﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾... ٢٣... ٩٦
﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾... ٢٤... ٩٦
سورة المجادلة
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا >p|،÷Hs~... ﴾ الآية... ٧... ١٠٣
سورة الحشر
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا... ﴾ الآية... ٧... ١٤
سورة المنافقون
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ... ﴾ الآية... ٦... ٢٩٠، ٢٩٤
﴿ وَلَنْ uچ½jzxsمƒ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا... ﴾ الآية... ١١... ٨٨
سورة التغابن
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ... ﴾ الآية... ٢... ٦٧، ٦٩
سورة الحاقة
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾... ٢٤... ٩٥
سورة نوح
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ... ﴾ الآية... ٤... ٨٨
سورة الجن
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ﴾... ٢٦-٢٧... ١٧١
﴿ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ... ﴾ الآية... ٢٧... ١٧١
سورة القيامة
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾... ٣٦... ٧١
﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ﴾... ٣٧... ٧١
﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾... ٣٨... ٧١
﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾... ٤٠... ٧١
سورة النازعات
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ﴾... ٤٥... ١٧٩
سورة التكوير
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾... ٢٣... ١٣١
سورة الانفطار
الآية... الرقم... الصفحة
﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ ﴾... ١... ٣٣٩


الصفحة التالية
Icon